نام کتاب : الجواهر السنية ( كليات حديث قدسى ) ( فارسي ) نویسنده : الحر العاملي جلد : 1 صفحه : 32
أثمرت الفرج و الخلاص فبشّر بذلك من معك من المؤمنين . فلمّا نبتت الأشجار و تأزّرت و تسوّقت و زهى الثمر عليها بعد زمان طويل استنجز من الله العدّة ، فأمره أن يغرس من نوى تلك الأشجار و يعاود الصبر و الاجتهاد ، و يؤكَّد الحجّة على قومه ، و أخبر به الطوائف التي آمنت به فارتدّ منهم ثلاثمائة رجل ، و قالوا : لو كان ما يقوله نوح حقّا لما وقع في وعد ربّه خلف . ثمّ إنّه لم يزل يأمره كلّ مرّة أن يغرس تارة بعد اخرى إلى أن غرسها سبع مرّات ، فما زالت تلك الطوائف من المؤمنين ، يرتدّ منهم طائفة بعد اخرى إلى أن عادوا إلى نيّف و سبعين رجلا ، فأوحى الله عزّ و جلّ إليه و قال : يا نوح ، الآن أسفر الصبح عن الليل لعينك ، و صرح الحقّ عن محضه ، و صفا الكدر بارتداد كلّ من كانت طينته خبيثة ، فلو أنّي أهلكت الكفّار و أبقيت من ارتدّ من الطوائف التي قد كانت آمنت بك لما كنت صدّقت وعدي السابق للمؤمنين الذين اخلصوا التوحيد من قومك ، و اعتصموا بحبل نبوّتك بأن أستخلفهم في الأرض ، و أمكَّن لهم دينهم ، و ابدّل خوفهم بالأمن ، لكي تخلص العبادة لي بذهاب الشرك من قلوبهم . فكيف يمكن الاستخلاف و التمكين و بذل الأمن لهم مع ما كنت أعلم من ضعف يقين الذين ارتدّوا ، و خبث طينهم ، و سوء سرائرهم التي كانت نتائج النفاق ، و سنوخ الضلالة ، فلو أنّهم يئسوا من الملك الذي أوتي المؤمنين وقت الاستخلاف إذا هلكت أعداؤهم [ لنشقوا ] روائح صفاته لاستحكمت مرائر نفاقهم ، و تأبّدت حبال ضلالة قلوبهم ، و لكاشفوا إخوانهم بالعداوة ، و حاربوهم على طلب الرئاسة ، و التفرّد بالأمر و النهي ، و كيف يكون التمكين في الدين ، و انتشار الأمن في المؤمنين مع إثارة الفتن و ايقاع الحروب ؟ كلَّا ، فاصنع الفلك بأعيننا و وحينا .
32
نام کتاب : الجواهر السنية ( كليات حديث قدسى ) ( فارسي ) نویسنده : الحر العاملي جلد : 1 صفحه : 32