نام کتاب : الثاقب في المناقب نویسنده : ابن حمزة الطوسي جلد : 1 صفحه : 606
وجهني ومشيت غير طويل فوقعت في أرض خضراء نضرة كأنها قريبة عهد بغيث ، فإذا تربتها أطيب تربة ، ونظرت في سواد تلك الأرض إلى قصر يلوح كأنه سيف ، فقلت في نفسي : ليت شعري ما هذا القصر الذي لم أعهده ولم أسمع به ؟ ! فقصدته ، فلما بلغت الباب رأيت خادمين أبيضين ، فسلمت عليهما فردا ردا " جميلا وقالا : اجلس ، فقد أراد الله بك خيرا " . وقام أحدهما فدخل ، فاحتبس غير بعيد ثم خرج ، فقال : قم فادخل . فقمت ودخلت قصرا " لم أر شيئا " أحسن ولا أضوأ منه ، وتقدم الخادم إلى ستر على بيت فرفعه ، ثم قال لي : ادخل ، فدخلت البيت وقد علق فوق رأسه من السقف سيفا " طويلا تكاد ظبته تمس رأسه ، وكان الفتى يلوح في ظلام ، فسلمت ، فرد السلام بألطف كلام وأحسنه ثم قال : " أتدري من أنا ؟ " فقلت : لا والله . فقال : " أنا القائم من آل محمد صلى الله عليه وآله ، أنا الذي أخرج آخر الزمان بهذا السيف - وأشار إليه - فأملا الأرض عدلا كما ملئت جورا " . قال : فسقطت على وجهي وتعفرت ، فقال : " لا تفعل ، ارفع رأسك أنت فلان من مدينة بالجبل يقال لها : همذان " قلت : صدقت يا سيدي ومولاي . قال : " أفتحب أن تؤوب إلى أهلك ؟ " قلت : نعم يا مولاي ، وأبشرهم بما يسر الله تعالى . فأومأ إلى خادم وأخذ بيدي وناولني صرة ، وخرج بي ومشى معي خطوات ، فنظرت إلى ظلال وأشجار ومنارة ومسجد ، فقال : أتعرف هذا البلد ؟ قلت : إن بقرب بلدنا بلدة تعرف بأسد آباد وهي تشبهها . فقال : أتعرف أسد آباد ؟ فامض راشدا " . فالتفت ولم أره . ودخلت أسد آباد ، ونظرت فإذا في الصرة أربعون - أو خمسون دينارا " - فوردت همدان وجمعت أهلي وبشرتهم بما يسر الله تعالى لي ، فلم نزل بخير ما بقي معنا من تلك الدنانير .
606
نام کتاب : الثاقب في المناقب نویسنده : ابن حمزة الطوسي جلد : 1 صفحه : 606