نام کتاب : الثاقب في المناقب نویسنده : ابن حمزة الطوسي جلد : 1 صفحه : 470
خشينا إن تركناه على تلك الحالة أن ينشق علينا منه ( مالا نسده ) [1] ، ويأتي علينا ما لا نطيقه ، فالآن إذ قد فعلناه ، وأخطأنا في أمره بما أخطأنا ، وأشرفنا من الهلاك ( بالتنويه به ) [2] على ما أشرفنا ، فليس يجوز التهاون في أمره ، لكنا نحتاج أن نضع منه قليلا ، حتى نصوره عند الرعايا بصورة من لا يستحق هذا الامر ، ثم ندبر فيه . فقال الرجل المدبر : يا أمير المؤمنين ، خولني مجادلته ، فإني أفحمه وأصحابه ، وأضع من قدره ، ولولا هيبتك في صدري لأريته منزلته ، ونكشف للناس عن قصوره عما رشحته له . فقال المأمون : ما شئ أحب إلي من هذا . قال : فاجمع جماعة من وجوه أهل مملكتك ، من القواد والقضاة وجملة الفقهاء لابين نقصه بحضرتهم ، فيكون تأخيرك له عن محله الذي أحللته فيه على علم منهم بصواب فعلك . قال : فجمع الخلق الفضلاء [3] من رعيته في مجلس واحد واسع قعد لهم فيه ، وأقعد الرضا عليه السلام في دسته التي جعلها له بين يديه ، فانتدب هذا الحاجب المتضمن للموضع من الرضا عليه السلام وقال : إن الناس قد أخبروا عنك الحكايات وأسرفوا في وصفك ، فيما أرى أنك إن وقفت عليه برئت ، إلى الله منه ، وأنك دعوت الله تعالى في المطر المعتاد مجيئه فجعلوا ذلك معجزة أوجبوا لك بها آية ، وأنه لا نظير لك في الدنيا ، وهذا أمير المؤمنين - أدام الله تعالى مملكته - لا يوازن بأحد إلا رجح عليه ، وقد أحلك المحل الذي قد عرفت ، وليس من حقه عليك أن تسوغ الكذابين لك وعليه ما يكذبونه .
[1] في ش : شئ لا نقدره . [2] في النسخ ( بالشر منه على ) وما أثبتناه من المصادر والتنويه به : أي رفع شأنه والإشارة إلى فضله . [3] في ر : الفاضلين .
470
نام کتاب : الثاقب في المناقب نویسنده : ابن حمزة الطوسي جلد : 1 صفحه : 470