نام کتاب : الثاقب في المناقب نویسنده : ابن حمزة الطوسي جلد : 1 صفحه : 279
المآب ، وأقبلت قبيلة همدان برايتها مع سعيد بن قيس كأنها سحابة مودقة . قال ربيعة : فاتكيت على رمحي ، ورفعت [1] طرفي إلى السماء ، وقلت في نفسي : يا رب ، هذا أخو نبيك ووصيه ، وأحب الخلق [2] إليه ، وأزلفهم لديه ، وأقربهم منه ، وأنصرهم له ، وأعلمهم بالدين ، وأنصحهم للمسلمين ، وأهداهم للحق ، وأعلمهم بالكتاب ، وأعملهم به ، وبما يأتي ويذر ، فثبت كلمته ، وقصهم على دعوته ، إن هذا الامر ما يرد بهذا الخلق ، ولله الخلق والامر ، يصيب برحمته من يشاء ، اللهم وقد ضعفت عن حمل ذلك ، فافتح اللهم لي ما تثبت به قلبي ، وتشرح به صدري ، وتطلق به لساني ، وتذهب به نزغ الشيطان الرجيم ، وهمزه وكيده ووسوسته وخيله ورجله . قال ربيعة : فلما استتم الدعاء إذا أنا بمقرعة بين كتفي ، فالتفت فإذا أنا بأمير المؤمنين عليه السلام وهو على بغلة رسول الله صلى الله عليه وآله وبيده عنزة [3] رسول الله صلى الله عليه وآله ، وكأن وجهه كدائرة القمر إذا أبدر ، فقال لي : " يا ربيعة ، لشد ما جزعت ، إنما الناس رائح ومقيم ، فالرائح من يحببه هذا اللقاء إلى جنة المأوى ، وإلى سدرة المنتهى ، وإلى جنة عرضها كعرض السماء والأرض ، أعدت للمتقين ، والمقيم بين اثنين : إما نعم مقلة ، أو فتنة مضلة ، يا ربيعة ، حي على معرفة ما سألت ربا " ومر يفري الأرض فريا " واتبعته حتى خرج عن العسكر ، وجازه بميل أو نحوه ، وثنى رجله عن البغلة ، ونزل وخر على الأرض للدعاء ، يقلب كفيه بطنا وظهرا " ، فما رد يده حتى نشأت قطعة سحابة كأنها
[1] في ر : رجعت . [2] في ص ، ع : الناس . [3] العنزة : مثل نصف الرمح أو أكبر . " النهاية 3 : 308 " .
279
نام کتاب : الثاقب في المناقب نویسنده : ابن حمزة الطوسي جلد : 1 صفحه : 279