نام کتاب : الثاقب في المناقب نویسنده : ابن حمزة الطوسي جلد : 1 صفحه : 237
جعفر : مكانك يا شيخ ، فإنه جرى على يدي أمر لأذكره لك ، فإنه نصرة لمذهبك . ثم قال لي : إنه كان لي رفيق يتعلم معي ، وكان في محلة باب البصرة رجل يروي الأحاديث ، والناس يسمعون منه ، يقال له : ( أبو عبد الله المحدث ) وكنت ورفيقي نذهب إليه برهة من الزمان ، ونكتب عنه الأحاديث ، وكلما أملى حديثا من فضائل أهل البيت عليهم السلام طعن فيه وفي روايته ، حتى كان يوما من الأيام فأملى في فضائل البتول الزهراء وعليا صلوات الله عليهما ، ثم قال : وما تنفع هذه الفضائل عليا وفاطمة ، فإن عليا يقتل المسلمين . وطعن في فاطمة ، وقال فيها كلمات منكرة . قال جعفر فقلت لرفيقي : لا ينبغي لنا أن نأتي [1] هذا الرجل ، فإنه رجل لا دين له ولا ديانة ، وإنه لا يزال يطول لسانه في علي وفاطمة ، وهذا ليس بمذهب المسلمين . قال رفيقي : إنك لصادق ، فمن حقنا أن نذهب إلى غيره [ فإنه رجل ضال . فعزمنا أن نذهب إلى غيره ] ولا نعود إليه . فرأيت من الليلة كأني أمشي إلى المسجد الجامع ، فالتفت فرأيت أبا عبد الله المحدث ، ورأيت أمير المؤمنين راكبا حمارا " مصريا " ، يمشي إلى المسجد الجامع ، فقلت في نفسي : وا ويلاه أخاف أن يضرب عنقه بسيفه . فلما قرب منه ضرب بقضيبه عينه اليمنى ، وقال له : " يا ملعون ، لم تسبني وفاطمة ؟ ! " فوضع المحدث يده على عينه اليمنى ، وقال : أو أعميتني . قال جعفر : فانتبهت وهممت أن أذهب إلى رفيقي وأحكي له ما رأيت ، فإذا هو قد جاءني متغير اللون ، فقال : أتدري ما وقع ؟ ! فقلت