نام کتاب : الثاقب في المناقب نویسنده : ابن حمزة الطوسي جلد : 1 صفحه : 144
ابن أبي طالب ، وهو أعلم بذلك ، فإن كان من أهل ولايته قبل عمله ويؤمر به إلى الجنة ، وإن لم يكن في أهل ولايته ، لم يسأله عن شئ ، ويؤمر به إلى النار ، وإن النار لأشد غيظا [1] على مبغض علي منها على من زعم أن لله ولدا " . يا ابن عباس لو أن الملائكة المقربين ، والأنبياء والمرسلين ، أجمعوا على بغضه لعذبهم الله بالنار ، وما كانوا ليفعلوا ذلك " . قلت : يا رسول الله ، وكيف يبغضونه ؟ قال : " يا ابن عباس ، قوم يذكرون أنهم من أمتي ، ولم يجعل الله لهم في الاسلام نصيبا ، يفضلون عليه غيره ، والذي بعثني بالحق ، ما بعث الله نبيا أكرم عليه مني ، ولا وصيا أكرم عليه من علي وصيي " . قال ابن عباس رضي الله عنه : فلم أزل له كما أمرني رسول الله صلى الله عليه وآله ، وإنه لأكبر عملي . فلما حضر رسول الله صلى الله عليه وآله الوفاة قلت له : فداك أبي وأمي يا رسول الله ما تأمرني به قال : " يا ابن عباس ، خالف من خالف عليا " ، ولا تكونن لهم ظهيرا " ولا وليا " " . قلت : يا رسول الله ، فلم لا تأمر الناس بترك مخالفته ؟ قال : فبكى حتى أغمي عليه ، ثم أفاق . فقال : " يا ابن عباس سبق فيهم علم ربي ولا يخرج الله أحدا " من الدنيا ممن خالفه ، وأنكر حقه ، حتى يغير خلقته . يا ابن عباس إذا أردت أن تلقى الله وهو عنك راض ، فاسلك طريقه ، ومل حيث مال ، وارض به إماما ، وعاد من عاداه ، ووال من والاه ، ولا يدخلنك فيه شك ، فإن اليسير من الشك كفر بالله تعالى " .