responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التوحيد نویسنده : المفضل بن عمر الجعفي    جلد : 1  صفحه : 87


< فهرس الموضوعات > الشمس والقمر والنجوم والبروج تدل على الخالق < / فهرس الموضوعات > < فهرس الموضوعات > مقادير الليل والنهار < / فهرس الموضوعات > يكن ذلك بوار كل ما في الأرض من حيوان ونبات ؟ الحيوان فكان لا يهدأ ولا يقر طول هذه المدة ، ولا البهائم كانت تمسك عن الرعي لو دام لها ضوء النهار ، ولا الإنسان كان يفتر عن العمل والحركة ، وكان ذلك ينهكها أجمع ، ويؤديها إلى التلف ، وأما النبات فكان يطول عليه حر النهار ووهج الشمس حتى يجف ويحترق كذلك الليل لو امتد مقدار هذه المدة كان يعوق أصناف الحيوان عن الحركة والتصرف في طلب المعاش ، حتى تموت جوعا ، وتخمد الحرارة الطبيعية عن النبات ، حتى يعفن ويفسد ، كالذي تراه يحدث على النبات إذا كان في موضع تطلع عليه الشمس .
( الحر والبرد وفوائدهما ) اعتبر بهذا الحر والبرد كيف يتعاوران [1] العالم ، ويتصرفان هذا التصرف في الزيادة والنقصان والاعتدال ، لإقامة هذه الأزمنة الأربعة من السنة وما فيهما من المصالح ، ثم هما بعد دباغ الأبدان التي عليها بقاؤها وفيهما صلاحها ، فإنه لولا الحر والبرد وتداولهما الأبدان لفسدت واخوت [2] وانتكثت [3] .
فكر في دخول أحدهما [4] على الآخر بهذا التدريج والترسل ، فإنك ترى أحدهما ينقص شيئا بعد شئ ، والآخر يزيد مثل ذلك ، حتى ينتهي كل واحد منهما منتهاه في الزيادة والنقصان ، ولو كان دخول أحدهما على الآخر مفاجأة ،



[1] يتعاوران : يتداولان .
[2] أخوت : جاعت .
[3] انتكثت : انتقضت وانتبذت .
[4] أحدهما أي الحر والبرد .

87

نام کتاب : التوحيد نویسنده : المفضل بن عمر الجعفي    جلد : 1  صفحه : 87
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست