responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التوحيد نویسنده : المفضل بن عمر الجعفي    جلد : 1  صفحه : 98


والنحاس والرصاص والفضة والذهب والزبرجد والياقوت والزمرد [1] وضروب الحجارة ، وكذلك ما يخرج منها من القار والموميا والكبريت والنفط [2] وغير ذلك مما يستعمله في مأربهم فهل يخفى على ذي عقل إن هذه كلها ذخائر ذخرت للإنسان في هذه الأرض ، ليستخرجها فيستعملها عند الحاجة إليها ، ثم قصرت حيلة الناس عما حاولوا من صنعتها على حرصهم واجتهادهم في ذلك فإنهم لو ظفروا بما حاولوا من هذا العلم كان لا محالة سيظهر ، ويستفيض في العالم ، حتى تكثر الفضة والذهب ، ويسقطا عند الناس . فلا تكون لهما قيمته . ويبطل الانتفاع بهما في الشراء والبيع والمعاملات ، ولا كان يجبي السلطان الأموال ولا يدخرهما أحد للأعقاب ، وقد أعطى الناس - مع هذا - صنعة الشبه [3] من النحاس ، والزجاج من الرمل . والفضة من الرصاص ، والذهب من الفضة ، وأشباه ذلك مما لا مضرة فيه .
فانظر كيف أعطوا إرادتهم في ما لا ضرر فيه ، ومنعوا ذلك فيما كان ضارا لهم لو نالوه ، ومن أوغل في المعادن انتهى إلى واد عظيم يجري منصلتا بماء غزير ، لا يدرك غوره ، ولا حيلة في عبوره ، ومن ورائه أمثال الجبال من الفضة .
تفكر الآن في هذا ، من تدبير الخالق الحكيم ، فإنه أراد جل ثناؤه أن يرى العباد قدرته ، وسعه خزائنه ، ليعلموا أنه لو شاء أن يمنحهم كالجبال من الفضة لفعل ، لكن لا صلاح لهم في ذلك ، لأنه لو كان فيكون فيها - كما ذكرنا - سقوط هذا الجوهر عند الناس ، وقلة انتفاعهم به . واعتبر ذلك بأنه قد يظهر الشئ الظريف مما يحدثه من الأواني والأمتعة ، فما دام عزيزا قليلا ، فهو نفيس جليل آخذ الثمن ، فإذا فشا وكثر في أيدي الناس ، سقط عندهم وخست قيمته . . ونفاسة الأشياء من عزتها .


( 1 - 2 ) هذه العناصر والأحجار معروفة كلها فلا حاجة إلى شرحها . ( 3 ) الشبه - بكسر ففتح - هو النحاس الأصفر .

98

نام کتاب : التوحيد نویسنده : المفضل بن عمر الجعفي    جلد : 1  صفحه : 98
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست