الغافلون : فضلا لا حاجة إليها . والمنافع فيها كثيرة : فمن ذلك أن تسقط عليها الثلوج ، فتبقى في قلالها [1] لمن يحتاج إليه ، ويذوب ما ذاب منه ، فتجري منه العيون الغزيرة التي تجتمع منها الأنهار العظام ، وينبت فيها ضروب من النبات والعقاقير التي لا ينبت مثلها في السهل ، ويكون فيها كهوف ومعاقل للوحوش من السباع العادية [2] ويتخذ منها الحصون والقلاع المنيعة للتحرز من الأعداء وينحت منها الحجارة للبناء والأرحاء [3] ويوجد فيها معادن لضرب من الجواهر ، وفيها خلال أخر يعرفها إلا المقدر لها في سابق علمه . ( أنواع المعادن واستفادة الإنسان منها ) فكر يا مفضل : في هذه المعادن وما يخرج منها من الجواهر المختلفة مثل الجص والكلس [4] والجبسين [5] والزرنيخ [6] والمرتك [7] والتوتيا [8] والزئبق [9]
[1] القلال - بالكسر - جمع قلة - بضم فتشديد - أعلى الرأس والجبل وكل شئ . [2] العادية : المعتدية . [3] الارحاء جمع رحى وهي الطاحون . [4] الكلس - بالكسر - تقدم ذكره . [5] الجبسين كذا في النسخ ولم نجده فيما عندنا من كتب اللغة - الظاهر أنه الجبس وهو الجص الذي يبنى به وهو مركب من كبريتات الكالسيوم ويوجد في الأراضي الثلا . [6] في الأصل الزرانيج والألف زائدة ، ولم ترد في كلام العرب ، - والزرنيخ عنصر معروف يوجد منفردا وعلى حالة كبرتيور الزرنيخ وهو جسم صلب لونه سنجابي لماع متبلور يتطاير بالحرارة من غير أن يصهر ولا يذوب في الماء ، وإذا خلط الزرنيخ مع الكلس حلق الشعر . [7] المرتك وتضاف إليه غالبا كلمة الذهبي وهو أكسيد الرصاص عبارة عن بلورات صغيرة مسحوقة يدخل في تركيب مرهم للبواسير . [8] التوتياهي أوكسيد الزنك غير النقي مخلوطا مع الزرنيخ لا يستعمل في الطب . [9] في الأصل الزيبق وهو استعمال عامي ، والزئبق سيال معدني لماع يتجمد على درجة 40 تحت الصفر ويغلي على درجة 360 فوق الصفر ، ويستعمل لاستخراج الذهب والفضة بالتملغم وفي البارومتر والترومومتر وفي عمل المرايا وفي الطب دهانا على الجلد في معالجة الزهري .