responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التوحيد نویسنده : المفضل بن عمر الجعفي    جلد : 1  صفحه : 96


علا المواضع المشرفة منها ، ويقل ما يزرع في الأرض . . . ألا ترى أن الذي يزرع سيحا [1] أقل من ذلك ، فالأمطار هي التي تطبق الأرض ، وربما تزرع هذه البراري الواسعة وسفوح الجبال وذراها فتغل الغلة الكثيرة . وبها يسقط عن الناس في كثير من البلدان مؤنة سياق الماء من موضع إلى موضع ، وما يجري في ذلك بينهم من التشاجر والتظالم حتى يستأثر بالماء ذو العز والقوة ، ويحرمه الضعفاء ، ثم إنه حين قدر أن ينحدر على الأرض إنحدارا جعل ذلك قطرا شبيها بالرش ، ليغور في قعر الأرض فيرويها ، ولو كان يسكبه انسكابا كان ينزل على وجه الأرض فلا يغور فيها ، ثم كان يحطم الزروع القائمة إذا اندفق عليها ، فصار ينزل نزولا رقيقا ، فينبت الحب المزروع ، ويحيي الأرض والزرع القائم .
وفي نزوله أيضا مصالح أخرى ، فإنه يلين الأبدان ، ويجلو كدر الهواء ، فيرتفع الوباء الحادث من ذلك ، ويغسل ما يسقط على الشجر والزرع من الدماء المسمى باليرقان [2] إلى أشباه هذا من المنافع ، فإن قال قائل : أو ليس قد يكون منه في بعض السنين الضرر العظيم الكثير ، لشدة ما يقع منه ، أو برد [3] يكون فيه تحطم الغلات ، وبخورة يحدثها في الهواء ، فيولد كثيرا من الأمراض في الأبدان والآفات في الغلات ؟ قيل : بلى قد يكون ذلك الفرط ، لما فيه من صلاح الإنسان ، وكفه عن ركوب المعاصي والتمادي فيها . فيكون المنفعة فيما يصلح له من دينه ، أرجح مما عسى أن يرزأ في ماله ! .
( منافع الجبال ) أنظر يا مفضل إلى هذه الجبال المركومة من الطين والحجارة ، التي يحسبها



[1] زراعة السيح هي الزراعة التي تحصل عن طريق الأنهر والمياه الجارية .
[2] البرقان - بفتحتين أو فتح فسكون - آفة للزرع أو دود يسطو على الزرع .
[3] البرد - بفتحتين - : ماء الغمام يتجمد في الهواء البارد ويسقط على الأرض حبوبا .

96

نام کتاب : التوحيد نویسنده : المفضل بن عمر الجعفي    جلد : 1  صفحه : 96
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست