responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التوحيد نویسنده : المفضل بن عمر الجعفي    جلد : 1  صفحه : 91


ثم فكر في خلق هذه الأرض على ما هي عليه حين خلقت راتبة راكنة ، فتكون موطنا مستقرا للأشياء ، فيتمكن الناس من السعي عليها في مأربهم ، والجلوس عليها لراحتهم ، والنوم لهدوئهم ، والاتقان لأعمالهم فإنها لو كانت رجراجة منكفئة ، لم يكونوا يستطيعون يتقنوا البناء والنجارة والصناعة وما أشبه ذلك ، بل كانوا لا يتهنون بالعيش والأرض ترتج من تحتهم ، واعتبر ذلك بما يصيب الناس حين الزلازل [1] - على قله مكثها - حتى يصيروا إلى ترك منازلهم ، والهرب عنها . . فإن قال قائل : فلم صارت هذه الأرض تزلزل ؟
قيل له الزلزلة وما أشبهها موعظة وترهيب يرهب لها الناس ليرعوا ، وينزعوا عن المعاصي ، وكذلك ما ينزل بهم البلاء في أبدانهم وأموالهم ، يجري في التدبير على ما فيه صلاحهم واستقامتهم ، ويدخر لهم إن صلحوا من الثواب والعوض في الآخرة ما لا يعد له شئ من أمور الدنيا ، وربما عجل ذلك في الدنيا إذا كان ذلك الدنيا صلاحا للعامة والخاصة . . ثم إن الأرض في طباعها الذي طبعها الله عليه باردة يابسة ، وكذلك الحجارة ، وإنما الفرق بينها وبين الحجارة فضل يبس في الحجارة ، أفرأيت لو أن اليبس أفرط على الأرض قليلا ، حتى تكون حجرا صلدا ، أكانت تنبت هذا النبات الذي به حياة الحيوان ، وكان يمكن بها حرث أو بناء ؟ ؟ أفلا ترى كيف نقصت من يبس الحجارة وجعلت على ما هي عليه من اللين والرخاوة لتتهيأ للاعتماد .
( فوائد الماء والسبب في كثرته ) ومن تدبير الحكيم جل وعلا في خلقه الأرض إن مهب الشمال أرفع من



[1] الزلازل جمع زلزلة ، وهي من آثار التفاعلات الأرضية الحاصلة في بطن الأرض ، وسببها هو سبب تكون البراكين ، وذلك أن مياه البحر تتسرب من خلال طبقات الأرض ، حتى تصل إلى عمق تكون فيه درجة الحرارة شدة ، فإذا تبخر الماء بفعل الحرارة طلب له منفذا ، ولا يزال يتراكم على بعضه إلى أن يهدم ما يصادفه أمامه من الحواجز ، فترتج له القشرة الأرضية بحسب قوة البخار واندفاعه وهذا ما يسمى بالزلزلة .

91

نام کتاب : التوحيد نویسنده : المفضل بن عمر الجعفي    جلد : 1  صفحه : 91
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست