نكتة [1] من غيمة قلت فلم وكل السحاب بالتنين يرصده ويختطفه إذا وجده ؟ قال : ليدفع عن الناس مضرته [2] . ( في الذرة والنمل وأسد الذباب والعنكبوت وطبائع كل منهما ) قال المفضل فقلت : قد وصفت لي يا مولاي من أمر البهائم ما فيه معتبر لمن اعتبر ، فصف لي الذرة والنملة والطير ، فقال عليه السلام يا مفضل تأمل وجه الذرة الحقيرة الصغيرة هل تجد فيها نقصا عما فيه صلاحها ، فمن أين هذا التقدير والصواب في خلق الذرة ؟ إلا من التدبير القائم في صغير الخلق وكبيره . أنظر إلى ( النمل ) واحتشاده في جمع القوت وإعداده ، فإنك ترى الجماعة منها إذا نقلت الحب إلى زبيتها [3] بمنزلة جماعة من الناس ينقلون الطعام أو غيره ، بل للنمل في ذلك من الجد والتشمير ما ليس للناس مثله . . أما تراهم يتعاونون على النقل كما يتعاون الناس على العمل ، ثم
[1] النكتة : النقطة السوداء في الأبيض أو البيضاء في الأسود والجمع نكت ونكات . [2] الذي يظهر إن هذا الأمر الغريب كان معروفا عند العرب - الأوائل ، وقد ورد ذكره في الشعر القديم ، كالذي جاء في قصيدة للشاعر العباسي إسماعيل بن محمد المعروف بالسيد الحميري المتوفى سنة 173 ، فقال من تلك القصيدة التي يذكر فيها إحدى فضائل الإمام علي عليه السلام . - ألا يا قوم للعجب العجاب * لخف أبي الحسين وللحباب عدو من عدات الجن عبد * بعيد في المرادة من صواب كريه اللوم أسود ذو بصيص * حديد الناب أزرق ذو لعاب أتى خفا له فانساب فيه * لينهش رجله منها بناب فقض من السماء له عقاب * من العقبان أو شبه العقاب فطار به فحلق ثم أهوى * به للأرض من دون السحاب [3] الزبية - بضم فسكون : - الرابية لا يعلوها ماء جمعها زبى .