responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التوحيد نویسنده : المفضل بن عمر الجعفي    جلد : 1  صفحه : 62


الكفاية . ومنها أنه يستريح إلى خلع كسوته إذا شاء ولبسها إذا شاء ومنها أن يتخذ لنفسه من الكسوة ضروبا لها جمال وروعة فيتلذذ بلبسها وتبديلها وكذلك يتخذ بالرفق من الصنعة ضروبا الخفاف [1] والنعال يقي بها قدميه . وفي ذلك معائش لمن يعمله من الناس ومكاسب يكون فيها معائشهم ومنها أقواتهم وأقوات عيالهم . فصار الشعر والوبر والصوف يقوم للبهائم مقام الكسوة والأظلاف [2] والحوافر والاخفاف مقام الحذاء .
( مواراة البهائم عند إحساسها بالموت ) فكر يا مفضل في خلقة عجيبة جعلت في البهائم ، فإنهم يوارون [3] أنفسهم إذا ماتوا ، كما يواري الناس موتاهم ، وإلا فأين جيف هذه الوحوش والسباع وغيرها ، لا يرى منها شئ ، وليست قليلة فتخفى لقلتها ؟ بل لو قال قائل : إنها أكثر من الناس لصدق .
فاعتبر في ذلك بما تراه في الصحارى والجبال من أسراب الظباء [4] والمها [5] والحمير الوحش والوعول [6] والأيائل [7] وغير ذلك من الوحوش وأصناف السباع من الأسد والضباع والذئاب والنمور وغيرها ، وضروب الهوام والحشرات ودواب الأرض ، وكذلك أسراب الطير من الغربان



[1] الخفاف جمع خف - بالضم - وهو ما يلبس بالرجل .
[2] الأظلاف - بالكسر - وهو لما اجتر من الحيوانات كالبقرة والظبي بمنزلة الحافر للفرس .
[3] يوارون أنفسهم : يخفونها .
[4] الظباء جمع ظبية وهي أنثى الغزال .
[5] المها : جمع مهاة وهي البقرة الوحشية .
[6] الوعول جمع وعل وهو تيس الجبل له قرنان قويان منحنيان كسيفين أحد بين .
[7] الأيائل جمع أيل - بفتح فتشديد - حيوان من ذوات الظلف للذكور منه قرون متشعبة لا تجويف فيها ، أما الإناث فلا قرون لها .

62

نام کتاب : التوحيد نویسنده : المفضل بن عمر الجعفي    جلد : 1  صفحه : 62
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست