responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التوحيد نویسنده : المفضل بن عمر الجعفي    جلد : 1  صفحه : 51


يسمعون ، رضوا بالدون [1] ، وحسبوا ، أنهم مهتدون ، حادوا [2] عن مدرجة [3] الأكياس [4] ورتعوا في مرعى الأرجاس [5] الأنجاس ، كأنهم من مفاجآت الموت آمنون ، وعن المجازات مزحزحون ، يا ويلهم ما أشقاهم ، وأطول عناءهم وأشد بلاءهم * ( يوم لا يغني مولى عن مولى شيئا ولا هم ينصرون إلا من رحم الله ) * !
قال المفضل : فبكيت لما سمعت منه ! . . . فقال : لا تبك تخلصت إذ قبلت ، ونجوت إذ عرفت .
( أبنية أبدان الحيوان وتهيئتها وإيضاح ذلك ) ثم قال : ابتدئ لك بذكر الحيوان ليتضح لك من أمره ما وضح لك من غيره . فكر في أبنية أبدان الحيوان ، وتهيئتها على ما هي عليه فلا هي صلاب كالحجارة . ولو كانت كذلك لا تنثني [6] ، ولا تتصرف في الأعمال ، ولا هي على غاية اللين والرخاوة ، فكانت لا تتحامل ، ولا تستقل بأنفسها ، فجعلت من لحم رخو ينثني ، تتداخله عظام صلاب يمسكه عصب وعروق تشده ، وتضم بعضه إلى بعض ، وغلفت [7] فوق ذلك بجلد يشتمل على البدن كله وأشباه ذلك ، هذه التماثيل التي تعمل



[1] الدون ، أريد به هنا معنى الخسيس الحقير السافل .
[2] حادوا : مالوا .
[3] مدرجة جمع مدارج ، ما يساعد على التوصل إلى ما هو أفضل أو أعلى منه .
[4] الأكياس : جمع كيس بتشديد الياء - أي الفطن الحسن الفهم والأدب .
[5] الأرجاس لعله جمع رجس - بالكسر - القذر والمأثم أو كل ما استقذر من العمل والعمل المؤدي إلى العذاب .
[6] لا تنثني : لا تنعطف ولا تميل .
[7] في نسخة وعليت .

51

نام کتاب : التوحيد نویسنده : المفضل بن عمر الجعفي    جلد : 1  صفحه : 51
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست