responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التوحيد نویسنده : المفضل بن عمر الجعفي    جلد : 1  صفحه : 25


واحدة لأن ذلك كان يخل به [1] فيما يحتاج إلى معالجته من الأشياء ألا ترى أن النجار والبناء لو شلت إحدى يديه لا يستطيع أن يعالج صناعته ، وإن تكلف ذلك لم يحكمه ، ولم يبلغ منه ما يبلغه إذا كانت يداه تتعاونان على العمل .
( الصوت والكلام وتهيئة آلاته في الإنسان وعمل كل منها ) أطل الفكر يا مفضل في الصوت والكلام وتهيئة آلاته في الإنسان فالحنجرة كالأنبوبة لخروج الصوت ، واللسان والشفتان والأسنان لصياغة الحروف والنغم . ألا ترى أن من سقطت أسنانه لم يقم السين ، ومن سقطت شفته لم يصحح الفاء ، ومن ثقل لسانه لم يفصح الراء ، وأشبه [2] شئ بذلك المزمار [3] الأعظم ، فالحنجرة تشبه قصبة المزمار ، والرئة تشبه الزق [4] الذي ينفخ فيه لتدخل الريح ، والعضلات التي تقبض على الرئة ليخرج الصوت كالأصابع التي تقبض على الزق حتى تجري الريح في المزامير والشفتان والأسنان التي تصوغ الصوت حروفا ونغما كالأصابع تختلف في فم المزمار فتصوغ صفيره ألحانا غير أنه وإن كان مخرج الصوت يشبه المزمار بالآلة والتعريف فإن المزمار - في الحقيقة - هو المشبه بمخرج الصوت .



[1] يقال : أخل بالشئ إذا قصر فيه .
[2] يظهر أن الجملة ناقصة وتكملتها : ( مخرج الصوت أشبه شئ ) .
[3] المزمار : الآلة التي يزمر فيها - جمعها مزامير .
[4] المراد بالزق هنا الجلد الذي يستعمل في المزمار .

25

نام کتاب : التوحيد نویسنده : المفضل بن عمر الجعفي    جلد : 1  صفحه : 25
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست