responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التوحيد نویسنده : المفضل بن عمر الجعفي    جلد : 1  صفحه : 24


قال المفضل : فقلت فلم صار بعض الناس يفقد شيئا من هذه الجوارح فيناله من ذلك مثل ما وصفته يا مولاي ؟ قال عليه السلام :
ذلك للتأديب والموعظة لمن يحل ذلك به ولغيره بسببه كما يؤدب الملوك الناس للتنكيل والموعظة ، فلا ينكر ذلك عليهم ، بل يحمد من رأيهم ، ويتصوب من تدبيرهم . ثم إن للذين تنزل بهم هذه البلايا من الثواب بعد الموت - إن شكروا وأنابوا - ما يستصغرون معه ما ينالهم منها ، حتى أنهم لو خيروا بعد الموت لاختاروا أن يردوا إلى البلايا ليزدادوا من الثواب .
( الأعضاء المخلوقة أفرادا وأزواجا وكيفية ذلك ) فكر يا مفضل في الأعضاء التي خلقت أفرادا وأزواجا ، وما في ذلك من الحكمة والتقدير ، والصواب في التدبير .
فالرأس مما خلق فردا ، ولم يكن للإنسان صلاح في أن يكون له أكثر من واحد . ألا ترى أنه لو أضيف إلى رأس الإنسان رأس آخر لكان ثقلا عليه ، من غير حاجة إليه ، لأن الحواس التي يحتاج إليها مجتمعة في رأس واحد . ثم كان الإنسان ينقسم قسمين لو كان له رأسان ، فإن تكلم من أحدهما كان الآخر معطلا لا أرب فيه ولا حاجة إليه ، وإن تكلم منهما جميعا بكلام واحد كان أحدهما فضلا لا يحتاج إليه ، وإن تكلم بأحدهما بغير الذي تكلم به من الآخر ، لم يدر السامع بأي ذلك يأخذ وأشباه هذا من الاخلاط .
واليدان مما خلق أزواجا ، ولم يكن للإنسان خير في أن يكون له يد

24

نام کتاب : التوحيد نویسنده : المفضل بن عمر الجعفي    جلد : 1  صفحه : 24
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست