responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التعجب من أغلاط العامة في مسألة الإمامة نویسنده : أبي الفتح الكراجكي    جلد : 1  صفحه : 91


بالإضافة إلى طاعتهم حقير ، وأن الذم لا يتوجه إلى جناتهم ، والعقاب ساقط عن عصاتهم ، وهذا ضد الصواب ، وهو الحكم الباطل عند أولي الألباب ، إلا من كان بمحل من عرف واستبصر ، وحضر الآيات فشاهد وأبصر ، وكان من بعده قدوة فيما روى ونقل ، وحصل للخلف سلفا فيما قال وفعل ، وجب أن يكون أثر معصيته أعظم الأثر ، وضرر زلته أكثر من كل ضرر ، وأن يكون ما يستوجبه من الذم والعقاب أضعاف ما يستحقه من فعل مثل فعله من أصاغر الناس ، لأن معصيته تتعدى إلى غيره فيهلك من يتبعه ويقتدي به ، كما أن طاعة من كان بهذا المحل أعظم الطاعات ، وأعماله أنفس الأعمال ، ومدحه وثوابه فوق كل مدح وثواب ، إذ كان طاعاته يتعدى من يتبعه أيضا إلى سواه ، فيعمل فيها من بعده ويهتدي بهداه ، فيكون على العاصي وزر معصيته ونظير وزر من هلك في العمل بها ، وللطائع أجر طاعته ونظير أجر من نجا باتباعه فيها .
هذا هو العدل في الحكم الذي شهد بصحته أهل العلم ، والمعروف أن الناس يستعظمون خطيئة العالم ، ويحتقرون معصية الجاهل ، ويقولون : إن زلة العالم كانكسار السفينة تغرق وتغرق ، فكيف انسد دون إدراكهم الحق هذا الباب ، حتى تاهوا عن الوصول إلى الصواب ؟ أتراهم لم يسمعوا الله تعالى يقول في ذكر أزواج نبيه ( صلى الله عليه وآله ) : ( يا نساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين وكان ذلك على الله يسيرا * ومن يقنت منكن لله ورسوله وتعمل صالحا نؤتها أجرها مرتين وأعتدنا لها رزقا كريما ) [1] ؟ بل إنهم قد سمعوا ذلك بحواس صدية ، وعلموه بقلوب قد قهرتها العصبية ، وإنما صار جزاء من عمل من أزواج النبي ( صلى الله عليه وآله )



[1] سورة الأحزاب : 30 - 31 .

91

نام کتاب : التعجب من أغلاط العامة في مسألة الإمامة نویسنده : أبي الفتح الكراجكي    جلد : 1  صفحه : 91
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست