أتعلمين أن رسول الله جعلني وصيا " على أهله ؟ - قالت : اللهم نعم ، قال : فما بالك خرجت ؟ - قالت : أطلب دم عثمان بن عفان قال : يا عائشة بالأمس تحضين على قتل عثمان وتقولين : هذه ثياب رسول الله صلى الله عليه وآله لم تتغير وقد غير عثمان سنة رسول الله وبدل ، وتقولين اليوم ما تقولين ثم انصرف . ورويتم عن عبد الله بن عبد القدوس عن علي بن حفص عن مقاتل بن حيان قال : كانت عمتي خادمة لعائشة فحدثتني قالت : بعث علي بن أبي طالب - كرم الله وجهه ابنه الحسن - عليه السلام - إلى عائشة فقال : ارتحلي إلى المدينة إلى البيت الذي خلفك رسول الله صلى الله عليه وآله وأمرك أن تقري فيه فقالت : لا أستطيع الخروج حتى أنظر إلى ما يصير حال المسلمين إليه فأرسل إليها الحسين - عليه السلام - فقال : قل لها : والله لترحلن أو لأبعثن [ إليك ] بالكلمات فلما جاء الحسين - عليه السلام - بالباب يستأذن قالت : جاء والله بكلام غير كلام الأول وحاكمهم تبلغ 1 الكلام الذي أمر به فلما دخل - عليه السلام - رحبت به وأجلسته إلى جنبها فقال لها : إن أبي يقول لك : ارجعي إلى بيتك الذي أمرك رسول الله صلى الله عليه وآله أن تقري فيه وخلفك فيه رسول الله صلى الله عليه وآله وإلا بعثت إليك بالكلمات 2 فقالت : يا بني قل لأبيك : إني أذكرك الله أن تذكر
1 - كذا في الأصل ولعله : " جاءكم لتبليغ " . 2 - قال ابن شهرآشوب في المناقب في فصل الاستنابة والولاية ( ج 1 ص 331 من الطبعة الأولى بطهران سنة 1317 ) أقول : ونقله المجلسي في تاسع البحار ( ص 277 من طبعة أمين الضرب ) : " وأنه ( أي النبي ) صلى الله عليه وآله جعل طلاق نسائه إليه ( أي إلى علي ) عليه السلام ، أبو الدر على المرادي وصالح مولى التومة عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وآله جعل طلاق نسائه إلى علي ( ع ) ، الأصبغ بن نباتة قال : بعث علي ( ع ) يوم الجمل إلى عائشة : ارجعي وإلا تكلمت بكلام تبرين من الله ورسوله وقال أمير المؤمنين للحسن : اذهب إلى فلانة فقل لها : قال لك أمير المؤمنين : والذي فلق الحبة والنوى وبرأ النسمة لئن لم ترحلي الساعة لأبعثن إليك بما تعلمين ، فلما أخبر الحسن بما قال أمير المؤمنين قامت ثم قالت : رحلوني ، فقالت لها امرأة من المهالبة : أتاك ابن عباس شيخ بني هاشم وحاورته وخرج مغضبا " وأتاك غلام فأقلعت ؟ ! قالت : إن هذا الغلام ابن رسول الله صلى الله عليه وآله فمن أراد أن ينظر إلى مقلتي رسول الله صلى الله عليه وآله فلينظر إلى هذا الغلام وقد بعث إلى بما علمت قالت : فأسألك بحق رسول الله صلى الله عليه وآله عليك إلا أخبرتنا بالذي بعث إليك ، قالت : إن رسول الله صلى الله عليه وآله جعل طلاق نسائه بيد علي فمن طلقها في الدنيا بانت منه في الآخرة . وفي رواية كان النبي يقسم نفلا في أصحابه فسألناه أن يعطينا منه شيئا وألححنا عليه في ذلك فلامنا علي فقال : حسبكن ما أضجرتن رسول الله فتجهمناه فغضب النبي صلى الله عليه وآله مما استقبلنا به عليا " ثم قال : يا علي إني قد جعلت طلاقهن إليك فمن طلقتها منهن فهي بائنة . ولم يوقت النبي صلى الله عليه وآله في ذلك وقتا في حياة ولا موت فهي تلك الكلمة فأخاف أن أبين من رسول الله صلى الله عليه وآله ، خطيب خوارزم . علي في النساء له وصي * أمين لم يمانع بالحجاب " أقول : قال المحدث القمي في سفينة البحار في طلق ( ج 2 : ص 93 ) : " رواية عائشة أن النبي صلى الله عليه وآله جعل طلاق نسائه بيد علي - عليه السلام - ط س 277 ومعناه على ما روي عن مولانا الحجة - صلوات الله عليه - في مسائل سعد بن عبد الله : أن الله تبارك وتعالى عظم شأن نساء النبي فخصهن بشرف الأمهات فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : يا أبا الحسن إن هذا الشرف باق لهن ما دمن لله على الطاعة فأيتهن عصت الله بهدى بالخروج عليك فأطلق لها في الأزواج وأسقطها من شرف أمومة المؤمنين " . أقول : يأتي الكلام في ذلك الباب في مجلد تعليقاتنا على الكتاب إن شاء الله تعالى .