نام کتاب : الأنوار البهية نویسنده : الشيخ عباس القمي جلد : 1 صفحه : 349
كذبوا ، بل قلوبنا أوعية لمشيئة الله فإذا شاء شئنا ، والله يقول : * ( وما تشاءون إلا أن يشاء الله ) * [1] ، ثم رجع الستر إلى حالته فلم أستطع كشفه . فنظر إلي أبو محمد عليه السلام متبسما ، فقال : يا كامل ما جلوسك وقد أنبأك بحاجتك الحجة من بعدي ، فقمت وخرجت ولم أعاينه بعد ذلك [2] . وعن القنبري - من ولد قنبر الكبير ، مولى أبي الحسن الرضا عليه السلام - أنه حدث عن رشيق صاحب [3] المادرأي ، قال : بعث إلينا المعتضد ونحن ثلاثة نفر ، فأمرنا أن يركب كل واحد منا فرسا ويجنب [4] آخر ونخرج مخففين لا يكون معنا قليل ولا كثير إلا على السرج مصلى [5] ، وقال لنا : الحقوا بسامرة ووصف لنا محلة ودارا ، وقال : إذا أتيتموها تجدوا على الباب خادما اسود ، فاكبسوا [6] الدار ومن رأيتم فيها فأتوني برأسه . فوافينا سامرة فوجدنا الأمر كما وصفه وفي الدهليز خادم اسود وفي يده تكة ينسجها ، فسألناه عن الدار ومن فيها ، فقال : صاحبها ، فوالله ما التفت إلينا وقل اكتراثه بنا ، فكبسنا الدار كما أمرنا فوجدنا دارا سرية ، ومقابل الدار ستر ما نظرت قط إلى أنبل منه كأن الأيدي رفعت عنه في ذلك الوقت ، ولم يكن في الدار أحد ، فرفعنا الستر فإذا بيت كبير كأن بحرا فيه [ ماء ] [7] ، وفي أقصى البيت حصير قد علمنا أنه على الماء ، وفوقه رجل من أحسن الناس هيئة قائم يصلي ، فلم يلتفت إلينا ولا إلى شئ من أسبابنا ، فسبق أحمد بن عبد الله ليتخطى البيت فغرق في الماء وما زال يضطرب حتى مددت يدي إليه فخلصته وأخرجته وغشي عليه
[1] الانسان : 30 . [2] كتاب الغيبة : ص 148 . [3] في خ ل : ( حاجب ) . [4] في المصدر : ( ونجنب ) . [5] مصلى : فرش خفيف يصلى عليه ويكون حمله على السرج . [6] أي ادخلوها باقتحام . [7] ما بين المعقوفتين ساقط من الخطية والمطبوعة ، وأثبتناه من المصدر .
349
نام کتاب : الأنوار البهية نویسنده : الشيخ عباس القمي جلد : 1 صفحه : 349