نام کتاب : الأنوار البهية نویسنده : الشيخ عباس القمي جلد : 1 صفحه : 323
قم ، وكان من أنصب خلق الله وأشدهم عداوة لهم ، فجرى ذكر المقيمين من آل أبي طالب بسر من رأى ومذاهبهم وصلاحهم وأقدارهم عند السلطان . فقال أحمد بن عبيد الله : ما رأيت ولا عرفت بسر من رأى رجلا من العلوية مثل الحسن بن علي بن محمد بن الرضا عليهم السلام ، ولا سمعت به في هديه وسكونه وعفافه ونبله وكرمه عند أهل بيته ، والسلطان وجميع بني هاشم ، وتقديمهم إياه على ذوي السن منهم والخطر ، وكذلك القواد والوزراء والكتاب وعوام الناس ، وإني كنت قائما ذات يوم على رأس أبي وهو يوم مجلسه للناس ، إذ دخل عليه حجابه ، فقالوا له : [ إن ] [1] ابن الرضا على الباب ، فقال بصوت عال : ائذنوا له ، فدخل رجل أسمر أعين ، حسن القامة ، جميل الوجه ، جيد البدن ، حدث السن ، له جلالة وهيبة ، فلما نظر إليه أبي قام فمشى إليه خطوات [2] ولا أعلمه فعل هذا بأحد من بني هاشم ، ولا بالقواد ولا بأولياء العهد . فلما دنا منه عانقه وقبل وجهه ومنكبيه ، وأخذ بيده وأجلسه على مصلاه الذي كان عليه ، وجلس إلى جنبه مقبلا عليه بوجهه ، وجعل يكلمه ويكنيه ويفديه بنفسه وأبويه [3] ، وأنا متعجب مما أرى منه ، إذ دخل عليه الحجاب ، فقالوا : الموفق [4] قد جاء ، وكان الموفق إذا جاء ودخل على أبي ، تقدم حجابه وخاصة قواده ، فقاموا بين مجلس أبي ، وبين باب الدار سماطين [5] إلى أن يدخل ويخرج ، فلم يزل أبي مقبلا عليه يحدثه حتى نظر إلى غلمان الخاصة ، فقال : إذا شئت فقم ، جعلني الله فداك ، أبا [6] محمد ، ثم قال لغلمانه : خذوا به خلف السماطين لئلا يراه
[1] ما بين المعقوفتين ساقط من الخطية والمطبوعة ، وأثبتناه من المصدر . [2] في خ ل والمصدر : ( خطى ) . [3] في المصدر : ( وبأبويه ) . [4] هو : الموفق أبي أحمد بن المتوكل ، أخو المعتمد على الله ، وصاحب جيشه ( انظر مر و ج الذهب : ج 4 ص 111 ) . [5] سماط القوم : صفهم ، ويقال : قام القوم حوله سماطين أي : صفين . ( انظر لسان العرب : مادة ( سمط ) ج 6 ص 363 ) . [6] في المصدر : ( يا أبا ) .
323
نام کتاب : الأنوار البهية نویسنده : الشيخ عباس القمي جلد : 1 صفحه : 323