نام کتاب : الأنوار البهية نویسنده : الشيخ عباس القمي جلد : 1 صفحه : 191
وهو يقول [ في سجوده ] [1] : ( عظم الذنب من عبدك [2] فليحسن العفو من [3] عندك ، يا أهل التقوى ، ويا أهل المغفرة ) فجعل يرددها حتى أصبح [4] . قلت : وفي حديث طويل عن المأمون يصف فيه موسى بن جعفر عليهما السلام ، ويذكر وروده على أبيه الرشيد بالمدينة ، يقول : إذ دخل شيخ مسخد [5] قد أنهكته العبادة كأنه شن بال قد كلم [6] السجود وجهه وأنفه [7] . وبالجملة كان عليه السلام حليف السجدة الطويلة والدموع الغزيرة [8] . وكان له غلام أسود بيده مقص يأخذ اللحم من جبينه وعرنين أنفه من كثرة سجوده [9] : طالت لطول سجود منه ثفنته * فقرحت جبهة منه وعرنينا رأى فراغته في السجن منيته * ونعمة شكر الباري بها حينا وحكي إنه توفي صلوات الله عليه في حال السجود لله تعالى . أقول : ولقد اقتدى به عليه السلام في ذلك جماعة ممن لقيه ورآه ، منهم : محمد بن أبي عمير الثقة [10] الجليل الأواه .
[1] ما بين المعقوفتين ساقط من الخطية والمطبوعة ، وأثبتناه من المصدر . [2] في المصدر : ( عندي ) . [3] ( من ) لم ترد في المصدر . [4] تاريخ بغداد : ج 13 ص 27 . [5] رجل مسخد : إذا كان ثقيلا من مرض أو غيره ( انظر تهذيب اللغة : مادة ( سخد ) ج 7 ص 160 ) . [6] الكلم : الجرح ( انظر العين : مادة ( كلم ) ج 5 ص 378 ) . [7] عيون أخبار الرضا : ج 1 باب 7 ص 88 قطعة من ح 11 . [8] ورد في زيارته الشريفة في مفاتيح الجنان : ص 479 ، ومصباح الزائر : ص 288 . [9] عيون أخبار الرضا : ج 1 باب 7 ص 76 قطعة من ح 5 . [10] هو : محمد بن زياد بن عيسى ، أبو أحمد الأزدي ، بغدادي الأصل والمقام ، من أوثق الناس عند الخاصة والعامة وأنسكهم وأورعهم وأعبدهم ، وأدرك الأئمة : الكاظم والرضا والجواد عليهم السلام ، توفي سنة 217 ه ( انظر الكنى والألقاب ج 1 ص 199 ، وبهجة الآمال : ج 6 ص 227 ) .
191
نام کتاب : الأنوار البهية نویسنده : الشيخ عباس القمي جلد : 1 صفحه : 191