نام کتاب : الأنوار البهية نویسنده : الشيخ عباس القمي جلد : 1 صفحه : 183
شيئا ، وقال : لو كانت أئمتكم أئمة على الحق لكان عندكم بعض الحق ، فوصفت له الشيعة ووصف له هشام بن الحكم . فقال يونس بن عبد الرحمن : فقال لي هشام : بينما أنا على دكاني على باب الكرخ جالس ، وعندي قوم يقرأون علي القرآن ، فإذا أنا بفوج النصارى معه ما بين القسيسين إلى غيرهم من نحو مائة رجل ، عليهم السواد والبرانس ، والجاثليق الأكبر فيهم بريهة ، حتى بركوا [1] حول دكاني ، وجعل لبريهة كرسي يجلس عليه ، فقامت الأساقفة والرهابنة على عصيهم وعلى رؤوسهم برانسهم . فقال بريهة : ما بقي للمسلمين أحد ممن يذكر بالعلم بالكلام إلا وقد ناظرته في النصرانية ، فما عندهم شئ فقد جئت أناظرك [ في ] [2] الإسلام ، ثم ذكر مناظرته معه وغلبة هشام عليه في حديث طويل ، حتى افترق النصارى وهم يتمنون أن لا يكونوا رأوا هشاما ولا أصحابه . ورجع بريهة مغتما مهتما حتى صار إلى منزله ، فقالت امرأته التي تخدمه : مالي أراك مهتما مغتما ؟ فحكى لها الكلام الذي بينه وبين هشام ، فقالت لبريهة : ويحك أتريد أن تكون على حق أو باطل ؟ ! قال بريهة : بل على الحق ، فقالت له : أينما وجدت الحق فمل إليه ، وإياك واللجاجة فان اللجاجة شك ، والشك شؤم ، وأهله في النار ، قال : فصوب قولها وعزم على الغدو على هشام ، قال : فغدا إليه وليس معه أحد من أصحابه ، فقال : يا هشام ألك من تصدر عن رأيه ، فترجع إلى قوله وتدين بطاعته ؟ قال هشام : نعم يا بريهة ، ثم سأله بريهة عن صفته فوصف له هشام الإمام عليه السلام ، فاشتاق بريهة إليه عليه السلام ، فارتحلا حتى أتيا المدينة ، والمرأة معهما ، وهما يريدان أبا عبد الله عليه السلام ، فلقيا موسى بن جعفر عليهما السلام في الدهليز [3] .
[1] في خ ل ( نزلوا ) . [2] ما بين المعقوفتين ساقط من الخطية والمطبوعة ، وأثبتناه من المصدر . [3] ( في الدهليز ) لم ترد في المصدر .
183
نام کتاب : الأنوار البهية نویسنده : الشيخ عباس القمي جلد : 1 صفحه : 183