نام کتاب : الأنوار البهية نویسنده : الشيخ عباس القمي جلد : 1 صفحه : 129
غنائي [1] ، ولا يزيد فيها فقري [2] . ومن دعائه عليه السلام كما في الصحيفة الكاملة التي هي من منشآته صلوات الله عليه : ( فأسألك اللهم بالمخزون من أسمائك وبما وارته الحجب من بهائك ، إلا رحمت هذه النفس الجزوعة وهذه الرمة الهلوعة التي لا تستطيع حر شمسك ، فكيف تستطيع حر نارك ، والتي لا تستطيع صوت رعدك ، فكيف تستطيع غضبك ؟ فارحمني اللهم فإني امرؤ حقير ، وخطري يسير ، وليس عذابي مما يزيد في ملكك مثقال ذرة ) إلى آخر الدعاء [3] . فانظر أيدك الله في أخباره ، والمح بعين الاعتبار عجائب آثاره ، وفكر في زهده ، وتعبده ، وخشوعه ، وتهجده ، وأدعيته ، وصلاته ، وصدقاته ، وملازمة عباداته ، وتوسلاته ، وأدعيته ، ومناجاته التي تدل مع فصاحته ، وبلاغته على خشوعه لربه وضراعته ، ووقوفه موقف العصاة مع شدة طاعته ، واعترافه بالذنوب مع براءة ساحته ، وبكائه ونحيبه ، وخفوق قلبه من خشية الله ، ووجيبه وانتصابه ، وقد أرخى الليل سدوله ، وجر على الأرض ذيوله ، مناجيا ربه ، ملازما بابه ، ممثلا نفسه بين يديه ، معرضا عن كل شئ مقبلا عليه ، قد انسلخ من الدنيا الدنية ، وتعرى من الجثة البشرية ، فجسمه ساجد في الثرى ، وروحه متعلقة بالملأ الأعلى ، يتململ إذا مر بآية من آيات الوعيد حتى كأنه المقصود بها مع إنه عنها بعيد . تجد أمورا عجيبة ، وأحوالا غريبة ، ونفسا من الله سبحانه قريبة ، فلنقطع الكلام في هذا المقام أن ينتهي إلى آخره ، فإن العبارة تعجز عن وصف فضله وعد مفاخره ، صلوات الله عليه وعلى آبائه وأبنائه . * *
[1] في المصدر : ( غناي ) . [2] بحار الأنوار : ج 46 ص 101 قطعة من ح 88 . [3] الصحيفة السجادية الكاملة : دعاؤه في الرهبة ص 216 رقم 50 .
129
نام کتاب : الأنوار البهية نویسنده : الشيخ عباس القمي جلد : 1 صفحه : 129