نام کتاب : الأنوار البهية نویسنده : الشيخ عباس القمي جلد : 1 صفحه : 122
وكفن في ثوبين فاجتمعت له * مشيعة إخوانه والعشائر فلو رأيت الأصغر من أولاده ، وقد غلب الحزن على فؤاده ، فغشي من الجزع عليه ، وقد خضبت الدموع خديه ، ثم أفاق وهو يندب أباه ، ويقول بشجو وا ويلاه . لأبصرت من قبح المنية منظرا * يهال لمرآة ويرتاع ناظر أكابر أولاد يهيج اكتئابهم * إذا ما تناساه البنون الأصاغر ورنة نسوان عليه جوازع * مدامعها فوق الخدود غزائر ثم اخرج من سعة قصره ، إلى ضيق قبره ، فحثوا بأيديهم التراب وأكثروا التلدد والانتحاب ، ووقفوا ساعة عليه ، وقد يئسوا من النظر إليه . فولوا عليه معولين وكلهم * لمثل الذي لاقى أخوه محاذر كشاء رتاع آمنات بدا لها * بمذئبة باد الذراعين حاسر [1] فراعت ولم ترتع قليلا وأجفلت * فلما انتحى منها الذي هو حاذر عادت إلى مرعاها ، ونسيت ما في أختها دهاها ، أفبأفعال البهائم اقتدينا ، وعلى عادتها جرينا ، عد إلى ذكر المنقول إلى الثرى ، والمدفوع إلى هول ما ترى . هوى مصرعا في لحده وتوزعت * مواريثه أرحامه والأواصر وانحوا على أمواله يخضمونها * فما حامد منهم عليها وشاكر فيا عامر الدنيا ويا ساعيا لها * ويا آمنا من أن تدور الدوائر كيف أمنت هذه الحالة ، وأأنت صائر إليها لا محالة ، أم كيف تتهنأ بحياتك وهي مطيتك إلى مماتك ، أم كيف تسيغ طعامك وأنت تنتظر حمامك . ولم تتزود للرحيل وقد دنا * وأنت على حال وشيكا مسافر فيا ويح نفسي كم أسوف توبتي * وعمري فان والردى لي ناظر وكل الذي أسلفت في الصحف مثبت * يجازي عليه عادل الحكم قاهر فكم ترقع بد ينك دنياك ، وتركب في ذلك هواك ، لأراك ضعيف اليقين يا