responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأنوار البهية نویسنده : الشيخ عباس القمي    جلد : 1  صفحه : 119


كم اخترمت أيدي المنون من قرون بعد قرون ، وكم غيرت الأرض ببلاها ، وغيبت في ثراها ممن عاشرت من صنوف الناس وشيعتهم إلى الأرماس [1] .
وأنت على الدنيا مكب منافس * لخطابها فيها حريص مكاثر على خطر تمسي وتصبح لاهيا * أتدري بماذا لو عقلت تخاطر وإن امرئ يسعى لدنياه جاهدا * ويذهل عن اخراه لا شك خاسر فحتام على الدنيا إقبالك ، وبشهوتها اشتغالك ، وقد وحظك [2] القتير ، ووافاك النذير ، وأنت عما يراد بك ساه ، وبلذة يومك لاه .
وفي ذكر هول الموت والقبر والبلى * عن اللهو واللذات للمرء زاجر أبعد اقتراب الأربعين تربص * وشيب القذال منذ ذلك ذاعر كأنك معني بما هو ضائر * لنفسك عمدا أو عن الرشد جائر انظر إلى الأمم الماضية ، والقرون الفانية ، والملوك العاتية كيف انتسفتهم الأيام فأفناهم الحمام [3] فامتحت من الدنيا آثارهم ، وبقيت فيها أخبارهم .
واضحوا رميما في التراب واقفرت * مجالس منهم عطلت ومقاصر وحلوا بدار لا تزاور بينهم * وأنى لسكان القبور التزاور فما إن ترى إلا جثى قد ثروا [4] بها * مسنمة تسفي عليها الأعاصر كم عاينت من ذي عز وسلطان ، وجنود وأعوان ، تمكن من دنياه ، ونال منها مناه ، فبنى الحصون والدساكر [5] ، وجمع الاعلاق والذخائر .
فما صرفت كف المنية إذ أتت * مبادرة تهوى إليه الذخائر



[1] الرمس : القبر ، والجمع أرماس : راجع لسان العرب : مادة ( رمس ) : ج 5 ص 314 .
[2] في المصدر : ( وخطك ) .
[3] الحمام : قضاء الموت وقدره ( انظر لسان العرب : مادة ( حمم ) ج 3 ص 338 ) .
[4] في المصدر : ( ثووا ) .
[5] الدسكرة : بناء كالقصر حوله بيوت للأعاجم يكون فيها الشراب والملاهي ( انظر لسان العرب مادة ( دسكر ) ج 4 ص 347 ) .

119

نام کتاب : الأنوار البهية نویسنده : الشيخ عباس القمي    جلد : 1  صفحه : 119
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست