نام کتاب : الأنوار البهية نویسنده : الشيخ عباس القمي جلد : 1 صفحه : 110
وكان عليه السلام إذا حضرت الصلاة إقشعر جلده واصفر لونه وارتعد كالسعفة [1] . وكان إذا قام في صلاته غشي لونه لون آخر ، وكان قيامه في صلاته قيام العبد الذليل بين يدي الملك الجليل ، كانت أعضاؤه ترتعد من خشية الله عز وجل ، وكان يصلي صلاة مودع [2] . وكان في الصلاة كأنه ساق شجرة لا يتحرك منه شئ إلا ما حركت الريح منه [3] ، وإذا سجد لم يرفع رأسه حتى يرفض عرقا [4] ، وإذا كان شهر رمضان لم يتكلم إلا بالدعاء والتسبيح والاستغفار والتكبير [5] ، وكان له خريطة فيها تربة الحسين عليه السلام ، وكان لا يسجد إلا على التراب [6] . وكان عليه السلام ، يقول : لو مات من بين المشرق والمغرب لما استوحشت بعد أن يكون القرآن معي ، وكان إذا قرأ : * ( مالك يوم الدين ) * يكررها حتى كاد أن يموت [7] . وكان إذا صلى يبرز [8] إلى موضع خشن فيصلي فيه ، ويسجد على الأرض فأتى الجبان [9] يوما ، ثم قام على حجارة خشنة محرقة ، فأقبل يصلي ، وكان كثير البكاء ، فرفع رأسه من السجود وكأنما غمس في الماء من كثرة دموعه [10] .
[1] فلاح السائل : ص 101 . [2] الخصال : ج 2 ص 517 قطعة من ح 4 . [3] الكافي : ج 3 ص 300 ح 4 . [4] تهذيب الأحكام : ج 2 ص 286 ح 1145 ، والكافي : ج 3 ص 300 ح 5 . [5] الكافي : ج 4 ص 88 قطعة من ح 8 . [6] المناقب لابن شهرآشوب : ج 4 ص 150 ، نقلا عن مصباح المتهجد ، ونقل في مصباح المتهجد ص 733 ، رواية عن معاوية بن عمر ، قال : كان لأبي عبد الله عليه السلام خريطة ديباج صفراء ، فيها تربة أبي عبد الله عليه السلام ، فكان إذا حضرته الصلاة صبه على سجادته وسجد عليه . [7] أخرجه الكليني في الكافي : ج 2 ص 602 ح 13 . [8] في المصدر : ( برز ) . [9] الجبان في الأصل : الصحراء ، ذكره الأزهري في تهذيب اللغة : مادة ( جبن ) ج 11 ص 124 ، والجبانة قيل : موضع بالمدينة ( منه ) ، وقيل : محل في الكوفة ، انظر معجم البلدان : ج 2 ص 16 . [10] دعوات الراوندي : ص 32 ح 68 .
110
نام کتاب : الأنوار البهية نویسنده : الشيخ عباس القمي جلد : 1 صفحه : 110