نام کتاب : الأمثال والحكم المستخرجة من نهج البلاغة نویسنده : محمد الغروي جلد : 1 صفحه : 60
فانظر كيف جعل جلّ جلاله نفسه المقدّسة ضمان الإجابة ستّ مرّات كرّرها ، وقد اشتملت الآية على التّضمين البالغ غايته ، لو تدبّرها متدبّر . ثمّ المثل السّائر ينطبق عليه تماما ما ذكره أبو هلال العسكريّ : من جعل كلّ حكمة سائرة مثلا . [1] ولا ريب في كونه كلمة حكمة سائرة على الألسن . وللكلمة معنى عال رفيع المستوى ، أخذا بما لها من إطلاق شامل ، وذلك المعنى هو : أنّ النّاوي إذا جرّد النّيّة عن كلّ أمر فان ، وأخلصها للباقي ، عظمت عطيّته . ومن الواضح أنّ كلّ شيء فان إلَّا وجهه تعالى ، كما قال : « كُلُّ مَنْ عَلَيْها فانٍ . ويَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ والإِكْرامِ » . [2] فمن اختار اللَّه عزّ وجلّ ولم ينو سواه ، كان اللَّه تعالى هو عطيّته الباقية . فاختر من العطايا ما شئت .