نام کتاب : الأمثال والحكم المستخرجة من نهج البلاغة نویسنده : محمد الغروي جلد : 1 صفحه : 570
الثّالثة : قوله عليه السّلام : « ولا يرقى إليّ الطَّير » ، هذه أعظم في الرّفعة والعلوّ من الَّتي قبلها لأنّ السّيل ينحدر عن الرّابية والهضبة . وأمّا تعذّر رقيّ الطَّير فربّما يكون للقلال الشّاهقة جدّا ، بل ما هو أعلى من قلال الجبال ، كأنّه يقول : إنّي لعلوّ منزلتي كمن في السّماء الَّتي يستحيل أن يرقى الطَّير إليها . قال أبو الطَّيب : فوق السّماء ، وفوق ما طلبوا * فإذا أرادوا غاية نزلوا وقال حبيب : مكارم لجّت في علوّ كأنّما * تحاول ثأرا عند بعض الكواكب [1] لا يمتري اثنان أنّه عليه السّلام هو في القمّة من كلّ نواحي الكمال ، من العلم والشّجاعة والفصاحة والصّباحة وما يستأهل به للخلافة دون غيره ، وأنّه في الرّفعة ما لا يطمع فيه طامع ، ولئن كان المثل المذكور يضرب به في الرّفعة لغيره مجازا وتوسّعا ، ففيه عليه السّلام واقع موقعه الحقيقيّ ، بل لا مساغ لسواه . ويريد عليه السّلام بذلك : التّفرّد بالمؤهّلات للخلافة ، وأنّ من عداه مهما كان نوعه فاقد لها ، غاصب للمنصب . والعجب من المعتزليّ مع خبرته بأساليب الكلام ، كيف أهمل هذه