نام کتاب : الأمثال والحكم المستخرجة من نهج البلاغة نویسنده : محمد الغروي جلد : 1 صفحه : 557
فاجر ما لم يتفقّه » . [1] و « لا تسألوا الفاجرة : من فجر بك » . [2] وفي القرآن الكريم ما يقابل التّقوى « أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ » . [3] « فَأَلْهَمَها فُجُورَها وتَقْواها » . [4] والأبرار : « إِنَّ الأَبْرارَ لَفِي نَعِيمٍ . وإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ » . [5] ثمّ الوجه في بيع الفاجر صديقه بالتّافه عدم مبالاته بالقيم الإنسانيّة والفضائل النّفسيّة ، إمّا لسلب الفهم والفكر الصّائب منه إذ الفجور والتّمرّد على الله تعالى يسلب الفهم الإنسانيّ ، ويستبدل بنور الفكر الظَّلام ، فيفقد الميزة بين التّافه والثّمين . وفي القرآن العزيز ما يشير إليه بقوله تعالى : « لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِها » . [6] « وَلكِنَّ الْمُنافِقِينَ لا يَفْقَهُونَ » . [7] وقد قال تعالى : « إِنَّ الْمُنافِقِينَ هُمُ الْفاسِقُونَ » . [8] وليس الفاسق إلَّا الفاجر ، فافهم تعرف إن شاء الله . والأكثر هو عدم المبالاة بالقيم الإسلاميّة ، وإن كان له الميزة بينها ، ومن أجل ذلك تمّت عليه الحجّة ، واستحقّ من الله عزّ وجلّ العقوبة والخزي في الدّارين ، فعلى اللَّبيب ترك مصادقة الفاجر حتّى لا يباع في سوق الفجرة ، فيخسر رأس المال : وهو عمره الَّذي لا ثمن له إلَّا الجنّة .