نام کتاب : الأمثال والحكم المستخرجة من نهج البلاغة نویسنده : محمد الغروي جلد : 1 صفحه : 550
الظَّنّة [1] ومعناها : أنّ المتنصّح قد تأتيه التّهمة بسبب إخلاصه النّصيحة إلى من لا ينتصح بها . [2] أقول : لقد قضى النّاصح ما عليه من أداء رسالته ، ويكون بعده السّامع مخاطبا بقوله تعالى : « وَنَصَحْتُ لَكُمْ ولكِنْ لا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ » . [3] وقد جاء في أمثال نبوّية : « الدّين النّصيحة » [4] بتمام معنى الكلمة من نصح قوليّ وعمليّ للخالق عزّ وجلّ والخلق ، وأمير المؤمنين عليه السّلام نصح الخلائق سواء أكانوا في زمانه ، أو الأزمنة المتأخّرة إلى يوم القيامة ، ببلوغ كتابه الَّذي بعد كلام الخالق تعالى وفوق كلام المخلوق ، وليس هو إلَّا شرحا وتفسيرا له ، ثمّ التّعبير باستفادة الظَّنّة ، وهي التّهمة لأجل حصولها في سبيل اللَّه تعالى . فكلّ ما أتى المؤمن في طريق أداء الرّسالة عدّ من الفوائد ، وإن كان بظاهره من نوع الأذى والأمر المكروه ، ويتحقّق فيه قوله تعالى : « وَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ » . [5] وعليه فلا وجه لحمله على المجاز أو التّهكَّم . وقد شرحنا باقي الفقرة فيما تقدّم ، فراجع [6]
[1] المستقصى : 2 / 119 . [2] رسالة الإسلام : عدد : 7 - 8 ، ص : 125 . [3] الأعراف : 79 . [4] الأمثال النّبوية : 1 / 423 ، رقم المثل : 270 . [5] البقرة : 216 . [6] حرف الرّاء مع الباء .
550
نام کتاب : الأمثال والحكم المستخرجة من نهج البلاغة نویسنده : محمد الغروي جلد : 1 صفحه : 550