نام کتاب : الأمثال والحكم المستخرجة من نهج البلاغة نویسنده : محمد الغروي جلد : 1 صفحه : 519
وقيل لأفلاطون : لم يبغض الجاهل العالم ، ولا يبغض العالم الجاهل فقال : لأنّ الجاهل يستشعر النّقص في نفسه ، ويظنّ أنّ العالم يحتقره ، ويزدريه فيبغضه ، والعالم لا نقص عنده ، ولا يظنّ أنّ الجاهل يحتقره ، فليس عنده سبب لبغض الجاهل . [1] أقول : المصرع الثّاني من الدّيوان المنسوب إلى أمير المؤمنين عليه السّلام من قافية الألف ، أبيات أوّلها : النّاس من جهة التّمثال أكفاء * أبوهم آدم والأمّ حوّاء إلى قوله عليه السّلام : وقيمة المرء ما قد كان يحسنه * والجاهلون لأهل العلم أعداء [2] إنّ الجحود يأتي من قبل الجهل ، ولا يخلو الجاحد من عداوة ، وهما يلزمهما الكفر . من هنا جاء في الصّحيح الصّادقيّ : « لو أنّ العباد إذا جهلوا وقفوا ولم يجحدوا لم يكفروا » . [3] والكلام العلويّ صالح ليضرب به المّثل لردع الجاهل ، ونفاسة العلم ، وفيه الإشارة إلى أنّ طابع الإنسان الأوّليّ هو الجهل ، إلَّا من علَّمه الله عزّ وجلّ ، فيسلم منه وإليه تنظر آية : « وَالله أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئاً » [4] .