responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأمثال والحكم المستخرجة من نهج البلاغة نویسنده : محمد الغروي    جلد : 1  صفحه : 399


وينحدر عنه السّبيل ، وكيف وأنّى لهم الوصول إلى منبع علمه الزّخّار المنحدر كالسّيل . ولئن أمرهم بتقوى الله ، فهو إمام المتّقين ، وليث الموحّدين ، وسيّد الزّاهدين .
دخل عديّ بن حاتم على معاوية ، فقال : يا عديّ أين الطَّرفات يعني : بنيه طريفا وطارفا وطرفة . قال : قتلوا يوم صفّين بين يديّ عليّ بن أبي طالب عليه السّلام ، فقال : ما أنصفك ابن أبي طالب ، إذ قدّم بنيك وأخّر بنيه . قال : بل ما أنصفت أنا عليّا ، إذ قتل وبقيت قال صف لي عليّا ، فقال : إن رأيت أن تعفني ، قال : لا أعفيك ، قال : كان والله بعيد المدى ، شديد القوى ، يقول عدلا ، ويحكم فصلا ، تنفجر الحكمة من جوانبه ، والعلم من نواحيه ، يستوحش من الدّنيا وزهرتها ، ويستأنس باللَّيل ووحشته ، وكان والله غزير الدّمعة ، طويل الفكر ، يحاسب نفسه إذا خلا ، ويقلَّب كفّيه على ما مضى ، يعجبه من اللَّباس القصير ، ومن المعاش الخشن ، وكان فينا كأحدنا ، يجيبنا إذا سألناه ، ويدنينا إذا أتيناه ، ونحن مع تقريبه لنا وقربه منّا لا نكلَّمه لهيبته ، ولا نرفع أعيننا إليه لعظمته ، فإن تبسّم فعن اللَّؤلؤ المنظوم ، يعظَّم أهل الدّين ، يتحبّب إلى المساكين . - إلى أن قال معاوية - : كيف صبرك عنه قال : كصبر من ذبح ولدها في حجرها ، فهي لا ترقى دمعها ولا تسكن عبرتها [1] .



[1] السّفينة : 2 / 170 ، في ( عدا ) .

399

نام کتاب : الأمثال والحكم المستخرجة من نهج البلاغة نویسنده : محمد الغروي    جلد : 1  صفحه : 399
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست