responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأمثال والحكم المستخرجة من نهج البلاغة نویسنده : محمد الغروي    جلد : 1  صفحه : 390


الطَّاعة لا تسلم لصاحبها ، ولا تخلص إذا كانت مشوبة بمعصية ، وإنّما تصحّ مع اجتنابها ، ومثله : « لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق » كما لو أمر بقتل وقطع ونحوه غير مشروع .
وفي الحديث : « من أطاع رجلا في معصية فقد عبده » ، قال بعض العارفين : لعلَّك تظَّن أنّ ما تضمّنه من أنّ الطَّاعة عبادة لأهل المعاصي ، على ضرب من التّجوّز لا الحقيقة ، وليس كذلك ، بل هو حقيقة ، فإنّ العبادة ليست إلا الخضوع والتّذلَّل والطَّاعة والانقياد ، ولهذا جعل سبحانه اتّباع الهوى والانقياد إليه عبادة للهوى ، قال : « أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ » . [1] وجعل طاعة الشّيطان عبادة له ، فقال : « أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطانَ » . [2] [3] قال ابن الأثير بعد قوله عليه السّلام : « لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق » : يريد : طاعة ولاة الأمر إذا أمروا بما فيه معصية ، كالقتل والقطع ونحوه . [4] وجعله أشبه من معنى ذكره الطَّريحيّ آنفا .
ثمّ هذا المثل العلويّ يضرب لردع المذنب عن ذنبه . وقد تمثّل به الإمام السّجّاد عليه السّلام في مجلس يزيد لعنه الله ، مع تبديل في اللَّفظ ، حيث دعا يزيد الخاطب وأمره أن يصعد المنبر ، فيذمّ الحسين وأباه ،



[1] الجاثية : 23 .
[2] يس : 60 .
[3] مجمع البحرين : في ( طوع ) .
[4] النّهاية : في ( طوع ) .

390

نام کتاب : الأمثال والحكم المستخرجة من نهج البلاغة نویسنده : محمد الغروي    جلد : 1  صفحه : 390
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست