نام کتاب : الأمثال والحكم المستخرجة من نهج البلاغة نویسنده : محمد الغروي جلد : 1 صفحه : 369
وهذا المثل يضاهيه على بعض التّقادير . قوله عليه السّلام : « هيهات إنّ من يعجز عن صفات ذي الهيئة والأدوات فهو عن صفات خالقه أعجز » . [1] ومنه قوله تعالى : « وَمَنْ كانَ فِي هذِهِ أَعْمى فَهُوَ فِي الآْخِرَةِ أَعْمى وأَضَلُّ سَبِيلًا » . [2] من لم يرحم نفسه كيف يرحم غيره . والسّرّ في عدم رعاية العظات ضعيفتها وجليّتها كدورة النّفس ، وعدم صفائها لكثرة الذّنوب ، والتّمرّد على المولى جلّ وعلا ، وقسوة القلب المتولَّدة عن مخالفة أوامره وارتكاب نواهيه ، فلا تنجع المواعظ فيه ، كما قال تعالى : « ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ فَهِيَ كَالْحِجارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً » . [3] و « لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِها ولَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِها ولَهُمْ آذانٌ لا يَسْمَعُونَ بِها أُولئِكَ كَالأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولئِكَ هُمُ الْغافِلُونَ » [4] . وكيف يسمع قول أمير المؤمنين عليه السّلام من ملك قلبه حبّ الرّئاسة على الأمّة مع المعرفة بخلوّه عن الفضائل المؤهّلة للمنصب الرّبّانيّ نعم الَّذي يؤهّل غير الأهل له هم النّاس ، لا يردّون عليه لما عرفوه من الحقّ . اللَّهمّ إنّ خوف السّيف أسكتهم عن الرّدّ ، وهذه سنّة جارية في كلّ الأعصار ، إنّها السّياط تقرع رؤس الشّعوب . يقول عليه السّلام : « فوالله ما زلت مدفوعا عن حقّي مستأثرا عليّ ،