نام کتاب : الأمثال والحكم المستخرجة من نهج البلاغة نویسنده : محمد الغروي جلد : 1 صفحه : 333
فوتا ، فطرت بعنانها ، واستبددت برهانها ، كالجبل لا تحرّكه القواصف ، ولا تزيله العواصف . . . » . [1] للخطبة الشّريفة تتمّة مرهونة بوقتها ، ومجموعها فصول يمتاز بعضها عن بعض ، ويجمعها بيان ما كان عليه السّلام عليه ، ومن هنا قال المعتزليّ وكلّ كلام منها ينحو به أمير المؤمنين عليه السّلام نحوا غير ما ينحوه بالآخر . والرّضيّ رحمه الله تعالى التقطها من كلام لأمير المؤمنين عليه السّلام طويل منتشر ، قاله بعد وقعة النّهروان ، ذكر فيه حاله منذ توفّي رسول الله - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - وإلى آخر وقت ، فجعل الرّضيّ رحمه الله تعالى ما التقطه منه سردا ، وصار عند السّامع كأنّه يقصد به مقصدا واحدا . [2] أقول : ينظر الشّريف الرّضيّ عليه من الله الرّضا والرّضوان إلى ما يجمع كلامه عليه السّلام من بيان ما كان عليه ، والامتياز وضده أمر نسبيّ . ولنعد إلى الشّرح ، يشير عليه السّلام ب « فقمت بالأمر . . . » إلى قيامه بالخلافة بعد قتل عثمان وفشله ، وفشل من قبله حيث أنّهم لم يقوموا بما عليهم من حقوق وعدل . فإنّ أوّل الحقّ تسليم الحقّ إلى من هو أولى