بسم اللَّه الرّحمن الرّحيم الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطاهرين .
لا يخفى ما لنهج البلاغة من منزلة سامية في الفكر الإسلامي ، لما تضمن في طيّاته من أصول في الفلسفة والسياسة والاقتصاد والعقائد والأخلاق وشتّى العلوم الأخرى ، وإن سمّاه السيّد الرضي ب‌ « نهج البلاغة » لظروف سياسية معروفة تتعلّق بعصره ، فهو حقاً نهج البلاغة ، وآية للفصاحة ، ولكن البلاغة هي القوالب اللفظية التي صبّ فيها أمير المؤمنين عليه السلام تلك المعاني والأفكار المعصومة المتعاليه ، فهو نهج للبلاغة شكلاً ، ونهج للفكر الإلهي مضموناً .
وبعد انتصار الثورة الإسلامية المباركة شرعت بثورة ثقافية شاملة ، فقامت بإحياء نهج البلاغة وإلفات نظر العلماء والمفكرين إلى هذا السفر الخالد ، فأسّست داراً لنهج البلاغة ، وعقدت مؤتمرات سنويّة حوله ، ومن بركات هذه الثورة العظيمة وتلك الجهود انتشرت معالمه وأفكاره أكثر من قبل .
وقد أقدمت مؤسسة النشر الإسلامي على طبع ونشر كتباً في شتى المجالات من المعارف الإسلامية ، ومن جملتها الكتب المتعلّقة بنهج البلاغة « فارسية وعربية » ، وقد انتشرت عدة منها في أثناء انعقاد مؤتمر هذا العام - 1406 ه‌ - وبعضها تأخّر نشرها ، منها هذا الكتاب القيّم الذي هو من حبر البحّاثة حجة الإسلام الشيخ محمد الغروي - دامت إفاضاته - .

3