نام کتاب : الأمثال والحكم المستخرجة من نهج البلاغة نویسنده : محمد الغروي جلد : 1 صفحه : 220
إذا كان العبد مجبورا في عمله ، فلم يكن للسّعادة والشّقاوة معنى لأنّ السّعيد : الموفّق للعمل الصّالح باختياره . والشّقيّ : المخذول باختياره . وهذه الرّوايات التّسع . أثبتت الاختيار ، وعليه يكون للسّعادة والشّقاوة معنى معقول ، إلَّا الحديث الأوّل فإنّه لا بدّ من تأويله . فنقول : ومن الكلمات وهي النّوع الثّاني في مقام الجواب عمّا يوهم الجبر الباطل ، ما قاله المحقّق المازندرانيّ : ( الإنسان عبارة عن مجموع الجوهرين : النّفس والبدن . ولكلّ واحد منهما طريقان : طريق الخير ، وطريق الشّر . فطريق الخير للأوّل : العقائد الصّحيحة ، والأخلاق المرضيّة ، وللثّاني : هي الأعمال الحسنة ، وطريق الشّرّ للأوّل ، هي : العقائد الباطلة ، والأخلاق الرّذيلة ، وللثّاني ، هي : الأعمال القبيحة . فإن استقام هذان الجوهران في شخص دائما ، كما في الأنبياء والأوصياء كان سعيدا مطلقا محبوبا لله تعالى دائما غير مبغوض أبدا ، وإن لم يستقم شيء منهما أبدا كان شقيّا مطلقا مبغوضا أبدا غير محبوب أصلا ، وإن استقام الأوّل دائما دون الثّاني كان هو محبوبا دائما غير مبغوض أبدا لأنّ الجوهر الأوّل أولى بالحقيقة الإنسانيّة ، بل هو الإنسان حقيقة ، وكان عمله مبغوضا ، وإن استقام الثّاني دائما دون الأوّل كان هو مبغوضا وعمله محبوبا . وإن استقام كلّ واحد منهما في وقت دون آخر ، يعتبر حاله في الخاتمة ، فإن استقاما أو استقام الأوّل وحده كان هو عند الله محبوبا ، وكان عمله مبغوضا ، وإن استقام الثّاني ، أو لم يستقم شيء منهما كان هو عند الله مبغوضا ، وكان عمله محبوبا ، وكلَّما كان العمل وحده مبغوضا ، أمكن أن تتداركه التّوبة أو المصيبة أو البرزخيّة أو الشّفاعة أو العفو .
220
نام کتاب : الأمثال والحكم المستخرجة من نهج البلاغة نویسنده : محمد الغروي جلد : 1 صفحه : 220