نام کتاب : الأمثال والحكم المستخرجة من نهج البلاغة نویسنده : محمد الغروي جلد : 1 صفحه : 115
قال المعتزليّ : إنّما قال ذلك لأنّ الإنكار بالقلب آخر المراتب ، وهو الَّذي لا بدّ منه على كلّ حال ، فأمّا الإنكار باللَّسان وباليد فقد يكون منهما بدّ ، وعنهما عذر ، فمن ترك النّهي عن المنكر بقلبه ، والأمر بالمعروف بقلبه ، فقد سخط الله عليه بعصيانه ، فصار كالمنسوخ الَّذي يجعل الله تعالى أعلاه أسفله ، وأسفله أعلاه تشويها لخلقته . ومن يقول بالأنفس الجسمانيّة ، وأنّها بعد المفارقة يصعد بعضها إلى العالم العلويّ : وهي نفوس الأبرار ، وبعضها ينزل إلى المركز ، وهي نفوس الأشرار يتأوّل هذا الكلام على مذهبه ، فيقول : إنّ من لا يعرف بقلبه معروفا : أي لا يعرف من نفسه باعثا عليه ، ولا متقاضيا بفعله ، ولا ينكر بقلبه منكرا : أي لا يأنف منه ، ولا يستقبحه ، ويمتعض من فعله ، يقلب نفسه الَّتي قد كان سبيلها أن تصعد إلى عالمها ، فتجعل هاوية في حضيض الأرض ، وذلك عندهم هو العذاب والعقاب . [1] نقل هذا المذهب من دون ردّ ظاهر من الشّارح يوهم الإيمان به ، ولعلَّه اكتفى في ردّه بشرحه المذكور قبله . قال الخطيب : أبو جحيفة وهب بن وهب كان من صغار الصّحابة ، حتّى قيل : إنّه لم يبلغ الحلم عند وفاة رسول الله صلَّى الله عليه وآله - وسلَّم - ولكنّه سمع منه وروى عنه . ونزل الكوفة ، وشهد مع عليّ عليه السّلام مشاهده كلَّها ، وكان عليه السّلام يحبّه ، ويثق به ، ويسمّيه وهب الخير ، وجعله على بيت مال الكوفة ، وتوفّي سنة 72 . [2]
[1] شرح النّهج : 19 / 312 . [2] هامش مصادر النّهج : 4 / 276 .
115
نام کتاب : الأمثال والحكم المستخرجة من نهج البلاغة نویسنده : محمد الغروي جلد : 1 صفحه : 115