نام کتاب : الأمثال والحكم المستخرجة من نهج البلاغة نویسنده : محمد الغروي جلد : 1 صفحه : 476
قوله عليه السّلام : « هلك عند جهلة النّاس » لعلّ المراد : ضياع جهاد المبدي صفحته للحقّ عند الجهّال لأنّ الَّذي ينصر الدّين ، ويقوم في ميدان الجهاد بقدمه وقلمه وبيانه ، ويبذل كلّ طاقاته في سبيل نصرة الحقّ المعبّر عن ذلك كلَّه ، بإبداء صفحته له ، لا يقدّر جهاده الجهّال لجهلهم بما للجهاد من مقام عند الله تعالى ، وما يمنح المجتمع من صلاح لدينهم ودنياهم ، فيكون المجاهد كالهالك . أو تفسيره الآخر من معاداة الجهّال مع من يجاهد في سبيل الحقّ ، ومقاتلتهم إيّاه ، فيهلك بسيف بغيهم ، كما فعلت الأمم بأنبيائها وأوصيائها عليهم السّلام . أليس الإمام الحسين عليه السّلام خرج من المدينة المنوّرة إلى العراق ، ليأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ، ويسير بسيرة جدّه صلَّى الله عليه وآله وسلَّم في إصلاح الأمّة ، فاجتمعت عصابة منهم حتّى قتلوه ، وقتلوا ولده وإخوته وأصحابه في حادثة كربلاء العظمى الَّتي عمّت رزيّتها الإسلام والمسلمين إلى يوم القيامة . وتجد كلّ من قام لنصرة الدّين حاربوه وقاتلوه بكلّ طاقاتهم في كلّ دور من الأدوار ، خاصّة أرباب المناصب الدّنيويّة والسّلطة الجائرة ، حيث تخشى استلاب كراسيّها وتيجانها ، وتحسّ بالخطر ، فتثور في وجوه الثّائرين ضدّهم ، وليس ذلك إلَّا لجهلهم بما يسعدهم ويشقيهم . وهل دعوة الأنبياء عليهم السّلام والمجاهدين في سبيل الله عزّ وجلّ إلَّا لسعادة النّاس ، لو عقلوها ، بلى والله عقلوها ، ولكنّ الدّنيا حليت في أعينهم ، وملكت قلوبهم شهواتها الفانية ولذائذها المزعومة .
476
نام کتاب : الأمثال والحكم المستخرجة من نهج البلاغة نویسنده : محمد الغروي جلد : 1 صفحه : 476