responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأمثال والحكم المستخرجة من نهج البلاغة نویسنده : محمد الغروي    جلد : 1  صفحه : 388


قال الفقهاء في « لا صلاة لمن جاره المسجد » : أنّ المنفيّ فيها الكمال لا الصّلاة رأسا ، حتّى يحكم عليها بالبطلان إذا صلَّاها المصلَّي في غير المسجد .
فكأنّ الَّذي لم يتّبع رأيه ولم يطع ، فاقد له رأسا ، وكان عليه السّلام في طوال خمس وعشرين سنة جليس بيته ، لم يطع رأيه ، وهو عليه السّلام واجد له بالذّات .
فالمثل جاء من باب المبالغة ، في عدم تحقّق الأهداف السّامية عند تركهم طاعة الإمام عليه السّلام من أمرهم بجهاد العدوّ الألدّ كمعاوية ابن أبي سفيان ، ومن يحذو حذوه .
وفي جميع الأدوار والعصور ، لم تحصل للأنبياء عليهم السّلام من أممهم الطَّاعة على سبيل العموم ، وهكذا ، أوصياؤهم عليهم السّلام ، وإلَّا لازدهرت الأيّام ، ولعمّت السّعادة ، فقد جرى في هذه الأمّة ما جرى في السّلف القذّة بالقذّة ، كما جاء الحديث في تفسير قوله تعالى : « لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ » . [1] [2] فلا جرم أنّ صاحب الخلافة الكبرى أمير المؤمنين عليه السّلام قال هذه المقالة تحسّرا عليهم من قلب ملؤه حبّ وحنان ، وعن يقين أنّ في الطَّاعة نجاتهم ، وفي الخلاف هلاكهم ، ولا يقول قائل هذا الكلام إلَّا تحسّرا على فوت الهدف الأفضل بالعصيان ، وعلما منه بالعاقبة المحمودة بالطَّاعة .



[1] الانشقاق : 19 .
[2] تفسير البرهان : 4 / 443 .

388

نام کتاب : الأمثال والحكم المستخرجة من نهج البلاغة نویسنده : محمد الغروي    جلد : 1  صفحه : 388
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست