نام کتاب : الأمثال والحكم المستخرجة من نهج البلاغة نویسنده : محمد الغروي جلد : 1 صفحه : 145
خير دار وشرّ جيران ، نومهم سهود ، وكحلهم دموع ، بأرض عالمها ملجم ، وجاهلها مكرم » . [1] نقل المعتزليّ عن الرّاونديّ : خير دار : الكوفة ، وقيل : الشّام لأنّها الأرض المقدّسة ، وأهلها شرّ جيران ، يعني : أصحاب معاوية . وعلى التّفسير الأوّل ، يعني : أصحابه عليه السّلام - قال - ونحن نقول : إنّه عليه السّلام لم يخرج من صفة أهل الجاهليّة ، وقوله : « في خير دار » يعني : مكَّة . و « شرّ جيران » يعني : قريشا . وهذا لفظ النّبيّ صلَّى الله عليه وآله - وسلَّم - حين حكى بالمدينة حالة كانت في مبدأ البعثة ، فقال : « كنت في خير دار » و « شرّ جيران » . ثمّ حكى عليه السّلام ما جرى له مع عقبة بن أبي معيط . والحديث مشهور . وقوله : « نومهم سهود وكحلهم دموع » مثل أن يقول : جودهم بخل ، وأمنهم خوف : أي لو استماحهم محمّد - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - النّوم لجادوا عليه بالسّهود عوضا عنه ، ولو استجداهم الكحل لكان كحلهم الَّذي يصلونه به الدّموع . ثمّ قال : « بأرض عالمها ملجم » : أي من عرف صدق محمّد صلَّى الله عليه وآله - وسلَّم - ، وأمن به في تقيّة وخوف . « وجاهلها مكرم » : أي من جحد نبوّته وكذّبه في عزّ ومنعة . [2]