نام کتاب : الإمام علي بن أبي طالب ( ع ) نویسنده : أحمد الرحماني الهمداني جلد : 1 صفحه : 357
لا أجيبكم في شئ من هذا ، سلوني عن القرآن ، فقال له أبو حنيفة : ما تقول في قوله عز وجل : قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به [1] من هو ؟ قال قتادة : هذا رجل من ولد عم سليمان بن داود ، كان يعرف اسم الله الأعظم ، فقال أبو حنيفة : أكان سليمان يعلم ذلك الاسم ؟ قال : لا ، قال : سبحان الله ويكون بحضرة نبي من الأنبياء من هو أعلم منه ؟ قال قتادة : لا أجيبكم في شئ من التفسير ، سلوني عما اختلف الناس فيه ، فقال له أبو حنيفة : أمؤمن أنت ؟ قال : أرجو ، قال له أبو حنيفة : فهلا قلت كما قال إبراهيم فيما حكى الله عنه حين قال له : أولم تؤمن قال : بلى [2] ؟ قال قتادة : خذوا بيدي ، والله ، لا دخلت هذا البلد أبدا [3] . ه - حكي عن قتادة أنه دخل الكوفة ، فاجتمع عليه الناس ، فقال : سلوا عما شئتم ، وكان أبو حنيفة حاضرا - وهو يومئذ غلام حدث - فقال : سلوه عن نملة سليمان أكانت ذكرا أم أنثى ؟ فسألوه ، فأفحم ، فقال أبو حنيفة : كانت أنثى ، فقيل له : كيف عرفت ذلك ؟ فقال : من قوله تعالى : ( قالت ) ولو كانت ذكرا لقال : ( قال نملة ) ( لأن النملة ) مثل الحمامة والشاة في وقوعها على الذكر والأنثى [4] . أقول : قال ابن الحاجب في بعض تصانيفه : " إن مثل الشاة والنملة والحمامة من الحيوانات فيها تأنيث لفظي ولذا كان قول من قال : إن النملة في قوله تعالى : " قالت نملة " أنثى لورود تاء التأنيث في ( قالت ) وهما لجواز أن يكون ذكرا في الحقيقة وورود تاء للتأنيث في الفعل نظرا إلى التأنيث اللفظي ولذا قيل : إفحام
[1] - النمل ، 27 : 40 . [2] البقرة 2 : 260 . [3] الانتفاء لأبي عمر صاحب الاستيعاب ص 156 . [4] الدميري : حياة الحيوان ج 2 ص 368 .
357
نام کتاب : الإمام علي بن أبي طالب ( ع ) نویسنده : أحمد الرحماني الهمداني جلد : 1 صفحه : 357