نام کتاب : الإمام علي بن أبي طالب ( ع ) نویسنده : أحمد الرحماني الهمداني جلد : 1 صفحه : 268
الثالث : أن تستجاب مباهلة أهل نجران فتكون سببا لوقوع العذاب على مخالفهم . الرابع : أن تستجاب مباهلة وملاعنة أهل البيت - صلوات الله عليهم أجمعين - فتكون سببا لهلاكة خصمهم . فالغالب من هذه الاحتمالات يمنع كل واحد من الخصمين عن الأقدام على المباهلة لأن فيه الاطمينان مظنة الهلكة والاستيصال والعذاب . فإذا اتضح هذا يعلم منه أن الخمسة الطيبة : كانوا في أعلى درجات اليقين و الاطمينان ، فلو كان في نفوسهم الشريفة - العياذ بالله - قلق ، أو اضطراب ، أو وسوسة في الإجابة وعدمها لم يقدموا أبدا على المباهلة ، لأن في إقدامهم : فيها إما احتمال الهلكة والنقمة والعذاب أو سقوط منزلتهم وهيبتهم عن أعين الناس . و لهذه الوساوس والشك والريب امتنع أهل نجران وانصرفوا لم يجرؤوا على المباهلة ، وبعد انصرافهم عن الملاعنة والمباهلة قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( والذي نفسي بيده ، إن الهلاك قد تدلى على أهل نجران ، ولو لاعنوا لمسخوا قردة و خنازير ، ولاضطرم عليهم الوادي نارا ، ولاستأصل الله نجران وأهله حتى الطيور على رؤوس الشجر ، ولما حال الحول على النصارى حتى يهلكوا [1] . ولعل هذا المعنى ، أعني عدم الخطور النفسانية والوساوس في نفوسهم الشريفة وتعميم المباهلة والملاعنة بين النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعلي وفاطمة والحسن و الحسين - صلوات الله عليهم أجمعين - وبين نصارى نجران يستفاد من نفس الآية الكريمة إذا أمعنت النظر فيها . قال العلامة الطباطبائي ، : ( وههنا نكتة أخرى وهي أن في تذكيره صلى الله عليه وآله وسلم بالعلم تطييبا لنفسه الشريفة أنه غالب بإذن الله وأن ربه ناصره وغير خاذله البتة ) . قال أيضا : ( والمباهلة والملاعنة وإن كانت بحسب الظاهر كالمحاجة بين