نام کتاب : الإمام علي بن أبي طالب ( ع ) نویسنده : أحمد الرحماني الهمداني جلد : 1 صفحه : 250
شأنه وجل جلاله شهد على وحدانية نفسه من عجيب خلقه ولطيف حكمته و وضع ميزانه فيما خلق . والشاهد على ذلك كون ( قائما بالقسط ) في الآية حالا من اسم الجلالة ، كما في التفاسير . فالقيام بالقسط إشارة إلى البرهان على صدق شهادته تعالى في الآفاق و الأنفس ، فإن وحدة النظام تدل على وحدة واضعه ، ولعلك لو تأملت ذيل الآية تتجلى لك الحقيقة ، وهو قوله تعالى : لا إله إلا هو العزيز الحكيم تفرد بالألوهية و كمال العزة والحكمة ، فلا يغلبه أحد على ما قام به من سنن القسط والعدل و وضع كل شئ على وفق حكمته . فإذا ظهرت لك الحقيقة من أن شهادته عز وجل على وحدانيته قيامه بالقسط وعدله على وفق الحكمة ، وشهادته عز وجل على صدق رسالة رسوله إظهار المعجزات وخرق العادات على يده ، فاعلم أن من جملة المعجزات ، بل من أعظمها إنزال القرآن عليه بحيث تحدى به العرب ، و عجزت الفصحاء والبلغاء عن الإتيان بسورة من مثله . ومن الواضح قبح إظهار المعجزة على يد الكاذب ، تعالى الله عن ذلك . إن قلت : لعل الآية الكريمة نزلت تسلية لرسول الله ، يعني أن الله تعالى يعلم إنك رسوله فلا يضرك تكذيب الكفرة ، كقول القائل في مقام تسلية نفسه : إن الله يعلم ويشهد بصدق ادعائي ، فعلى هذا لا يلزم من شهادة الله تعالى على رسالة رسوله إظهار المعجزات وخوارق العادات على يده . قلنا : بين المقامين فرق واضح ، لأن الآية نزلت في رد الكفار المعاندين وفي مقام الاحتجاج عليهم ، فلا يتم الاحتجاج إلا بظهور المعجزات وخوارق العادات ، وفي الآية تلويح بل للمنصف تصريح بذلك ، لأن الآية لو كانت هكذا كفى بالله شهيدا ومن عنده علم الكتاب لاحتمل أن تكون في مقام التسلي لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقط دون الاحتجاج والرد عليهم ، ولكنها مع ذكر ( قل ) في صدرها ، وضم ( بيني وبينكم ) إليها تدل على أنها في مقام الاحتجاج والرد عليهم ، وذلك لا يمكن إلا
250
نام کتاب : الإمام علي بن أبي طالب ( ع ) نویسنده : أحمد الرحماني الهمداني جلد : 1 صفحه : 250