responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام علي بن أبي طالب ( ع ) نویسنده : أحمد الرحماني الهمداني    جلد : 1  صفحه : 238


الأحياء لا أصل الأحياء ، ونظير هذا أن يقول القائل : ( كيف يحكم زيد في الناس ) ؟
وهو لا يشك أنه يحكم فيهم ، ولو كان سائلا عن ثبوت الحكم يقول : ( أيحكم زيد ) ؟ فالقائل في الأول لا شك له في أصل الحكم بل في كيفيته . وإنما سأل الخليل عليه السلام أن يشاهد كيفية جمع أجزاء الموتى بعد تفرقها وإيصال الأعصاب و الجلود بعد تمزقها .
قال شهاب الدين الآلوسي في تفسيره ( روح المعاني [1] : ( يعجبني ما حرره بعض المحققين في هذا المقام وبسطه في الذب عن الخليل عليه السلام من الكلام ، وهو أن السؤال لم يكن عن شك في أمر ديني - والعياذ بالله - ولكنه سؤال عن كيفية الأحياء ليحيط بها علما ، وكيفية الاحياء لا يشترط في الأيمان الإحاطة بصورتها ، و يدل على ذلك ورود السؤال بصيغة ( كيف ) موضوعها والسؤال عن الحال - إلى أن قال - ومعنى الطمأنينة حينئذ سكون القلب عن الجولان في كيفيات الأحياء المتحملة بظهور التصوير المشاهد ، وعدم حصول هذه الطمأنينة قبل لا ينافي حصول الايمان بالقدرة على الاحياء على أكمل الوجوه ، ولا أرى رؤية الكيفية زادت في إيمانه المطلوب منه عليه السلام شيئا وإنما أفادت أمرا لا يجب الايمان به .
ومن هنا تعلم أن عليا - كرم الله وجهه - لم يثبت لنفسه مرتبة في الأيمان أعلى من مرتبة الخليل فيه ، بقوله عليه السلام : ( لو كشف الغطاء ما ازددت يقينا ) كما ظنه جهلة الشيعة وكثير من أصحابنا لما لم يقف على ما حررنا تجشم لدفع ما عسى أن يتوهم من كلامي الخليل والأمير من أفضلية الثاني على الأول [2] .
وعن العلامة الطباطبائي رحمه الله في تفسير ( الميزان [3] : ( والطمأنينة والاطمينان



[1] - المصدر ، ج 3 : ص 26 ، ط بيروت .
[2] - مورد الحاجة من نقل كلامه قوله ( عسى أن يتوهم ) - الخ ، وإنما نتكلم على رده أفضلية الإمام عليه السلام بعيد هذا .
[3] - المصدر ، ج 2 : ص 394 .

238

نام کتاب : الإمام علي بن أبي طالب ( ع ) نویسنده : أحمد الرحماني الهمداني    جلد : 1  صفحه : 238
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست