نام کتاب : الإمام علي بن أبي طالب ( ع ) نویسنده : أحمد الرحماني الهمداني جلد : 1 صفحه : 779
أم على قلوب أقفالها [1] . فقام طارق فقال : يا معاوية ! إني متكلم فلا يسخطك ، ثم قال : وهو متكئ على سيفه : إن المحمود على كل حال رب علا فوق عباده ، فهم منه بمنظر ومسمع ، بعث فيهم رسولا منهم لم يكن من قبله يتلو كتابا ، ولا يخطه بيمينه إذا لارتاب المبطلون ، فعليه السلام من رسول كان بالمؤمنين برا رحيما . أما بعد ، فإن ما كنا نوضع فيما أوضعنا فيه بين يدي إمام تقي عامل مع رجال من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أتقياء مرشدين ، ما زالوا منارا للهدى ، ومعالم للدين ، خلفا عن سلف مهتدين ، أهل دين لا دنيا ، كل الخير فيهم ، واتبعهم من الناس ملوك وأقيال أهل بيوتات وشرف ليسوا بناكثين ولا قاسطين ، فلم يكن رغبة من رغب عنهم وعن صحبتهم إلا لمرارة الحق حيث جرعوها ، ولو عورته حيث سلكوها وغلبت عليهم دنيا مؤثرة ، وهوى متبع ، وكان أمر الله قدرا مقدورا . . . فبلغ عليا عليه السلام قوله ، فقال : لو قتل النهدي يومئذ لقتل شهيدا [2] . وقال - أيضا : وأكثر مبغضيه عليه السلام أهل البصرة كانوا عثمانية ، وكانت في أنفسهم أحقاد يوم الجمل ، وكان هو عليه السلام قليل التألف للناس شديدا في دين الله ، لا يبالي مع علمه بالدين واتباعه الحق من سخط ومن رضي [3] . 8 - قال جورج جرداق : ( وكثر عدد المنحرفين اللاحقين معاوية بكثرة الذين يريدون الدنيا لأنفسهم وحدهم ، وما كان من طبائع الناس كلهم أن يتحملوا الحق وأن يقولوه ويفعلوه ، ولا كان من طبائعهم كلهم أن يوالوا عليا الذي يشتد بالحق على نفسه وذويه والخلق جمعيا . . . فكيف لا يلحق معاوية ويترك عليا ذلك الوالي الذي يبعث إليه علي : ( وإني أقسم بالله ، لئن بلغني أنك خنت من فئ
[1] - محمد ( ص ) ، 47 : 24 . [2] - ابن أبي الحديد : شرح النهج ، ج 4 : ص 94 . [3] - ابن أبي الحديد : شرح النهج ، ج 4 : ص 89 .
779
نام کتاب : الإمام علي بن أبي طالب ( ع ) نویسنده : أحمد الرحماني الهمداني جلد : 1 صفحه : 779