نام کتاب : الإمام علي بن أبي طالب ( ع ) نویسنده : أحمد الرحماني الهمداني جلد : 1 صفحه : 770
بين الغث والسمين ، فأتيت عليا عليه السلام لأشكوا إليه ، فوجدته قائما يصلي ، فلما نظر إلى انفتل من صلاته ثم قال لي برأفة وتعطف : ألك حاجة ؟ فأخبرته الخبر ، فبكى ثم قال : اللهم إنك أنت الشاهد علي وعليهم أني لم أمرهم بظلم خلقك ، ولا بترك حقك . ثم أخرج من جيبه قطعة كهيئة طرف الجراب فكتب فيها : ( بسم الله الرحمن الرحيم قد جاءتكم بينة من ربكم فأوفوا الكيل والميزان بالقسط ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين . بقية الله خير لكم إن كنتم مؤمنين و ما أنا عليكم بحفيظ [1] إذا قرأت كتابي فاحتفظ بما في يديك من عملنا حتى يقدم عليك من يقبضه منك والسلام ) . فعزله يا أمير المؤمنين ، ما خزمه بخزام ، ولا ختمه بختام . فقال معاوية : اكتبوا لها بالانصاف لها والعدل عليها ، فقالت : ألي خاصة أم قومي عامة ؟ قال : وما أنت وغيرك ؟ قالت : هي - والله - إذن الفحشاء واللوم إن لم يكن عدلا شاملا ، وإلا أنا كسائر قوي ، قال : هيهات لمظكم ابن أبي طالب الجرأة ، وغركم قوله : فلو كنت بوابا على باب جنة * لقلت لهمدان ادخلوا بسلام ثم قال : اكتبوا لها ولقومها بحاجتها [2] . أم الخير بنت الحريش الباقية 6 - قال عمر رضا كحالة : ( من ربات الفصاحة والبلاغة ، قدمت على معاوية بن أبي سفيان بعد أن كتب إلى واليه بالكوفة أن أوفد علي أم الخير بنت الحريش . . . فقال ( معاوية لأصحابه ) : أيكم حفظ كلام أم الخير ؟ قال رجل من القوم : أنا أحفظه
[1] - اقتباس من الأعراف ( 7 : ) 85 وهود والشعراء : ( 26 : ) 183 . [2] - الكحالة : أعلام النساء ، ج 2 : ص 270 ، ابن عبد ربه : العقد الفريد ، ج 1 : ص 344 . والغث : الردى الفاسد . ولمظكم : أي علمكم وعودكم .
770
نام کتاب : الإمام علي بن أبي طالب ( ع ) نویسنده : أحمد الرحماني الهمداني جلد : 1 صفحه : 770