نام کتاب : الإمام علي بن أبي طالب ( ع ) نویسنده : أحمد الرحماني الهمداني جلد : 1 صفحه : 485
من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين [1] . قال صاحب المنار : ( قال ابن القيم : هذه الآية كانت مقدمة وإرهاصا بين يدي موت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وذكر أن توبيخ الذين ارتدوا على أعقابهم بهذه الآية قد ظهر أثره يوم وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، فقد ارتد من ارتد على عقبيه ، وثبت الصادقون على دينه حتى كان العاقبة لهم ، أقول : ولا ينافي هذه الحكمة كون الوقعة كانت قبل وفاته صلى الله عليه وآله وسلم ببضع سنين ، لأن غزوة أحد كان في السنة الثالثة من الهجرة . . . [2] . وقال العلامة المظفر رحمه الله : ( أما الكتاب قوله تعالى : أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ، فإن الاستفهام فيه ليس على حقيقته لاستلزامه الجهل ، فلا بد أن يراد به الإنكار أو التوبيخ ، وكل منهما لا يكون إلا على أمر محقق بالضرورة فيكون انقلابهم بعد موت النبي صلى الله عليه وآله وسلم محققا ، ولذا قال : انقلبتم ) بصيغة الماضي تنبيها على تحققه [3] . أما الارتداد في نهج البلاغة فهو قوله عليه السلام : ( حتى إذا قبض الله رسوله صلى الله عليه وآله وسلم رجع قوم على الأعقاب ، غالتهم السبل ، واتكلوا على الولائج ، ووصلوا غير الرحم ، و هجروا السبب الذي أمروا بمودته ، ونقلوا البناء على رص أساسه ، فبنوه في غير موضعه ، معادن كل خطيئة ، وأبواب كل ضارب في غمرة ، قد ماروا في الحيرة ، و ذهلوا في السكرة ، على سنة من آل فرعون [4] . قال ابن أبي الحديد : ( رجعوا على الأعقاب ) تركوا ما كانوا عليه . ( وغالتهم السبل ) أهلكهم اختلاف الآراء والأهواء . ( غاله كذا ) أي أهلكه . والسبل : الطرق . و