responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام علي بن أبي طالب ( ع ) نویسنده : أحمد الرحماني الهمداني    جلد : 1  صفحه : 468


فالصراط والميزان متحدان في المعنى بكلى معنييهما ، وإنما يختلفان بالاعتبار [1] .
4 - سئل العلامة الشهرستاني رحمه الله عن معنى ( الصراط ) بأنه جاءت في الأخبار و الأحاديث الكثيرة من أنه أدق من الشعر ، وأحد من السيف ، فأي معنى يقصد من الشعرة والسيف ؟ قال رحمه الله بعد كلام له : ( والحديث المجمع على صحته ناطق بأن عليا عليه السلام قسيم النار والجنة ، وأن طريقته المثلى هو المسلك الوحيد المفضي إلى الجنان والرضوان ، ومعلوم لدى الخبراء أن سيرة علي عليه السلام كانت أدق من الشعرة فإنه عليه السلام ساوى في العطاء بين أكابر الصحابة الكرام - كسهل بن حنيف - وبين أدنى مواليهم ، وكان يقص من أكمام ثيابه لا كساء عبده ، ويحمل إلى اليتامى والأيامي أرزاقهم على ظهره في منتصف الليل ، ويشبع الفقراء ، ويبيت طاوي الحشا ، و يختار لنفسه من الطعام ما جشب ، ومن اللباس ما خشن ، ويوزع مال الله على عباد الله في كل جمعة ، يكنس بيت المال ويصلي فيه وهو يعيش على غرس يمينه و كد يده ، وحاسب أخاه عقيلا بأدق من الشعرة في قصته المشهورة ، وطالب شريحا القاضي أن يساوي بينه وبين خصمه الإسرائيلي عند المحاكمة إلى غير ذلك من مظاهر ترويضه النفس والزهد البليغ حتى غدا الاقتداء به في إمامة المسلمين فوق الطوق ، وكما كانت سيرة علي عليه السلام أدق من الشعرة كانت مشايعته في الخطوة أحد من السيف نظرا إلى مزالق الأهواء والشهوات ومراقبة السلطات من بني أمية وتتبعهم أولياء علي عليه السلام وأشياعه وأتباعه تحت كل حجر ومدر [2] .
أقول : بعد ما لاحظت معني الصراط في الأخبار والأحاديث وأقوال العلماء و عرفت قول الصادق عليه السلام من أن الصراط صراطان أحدهما الأمام المفروض الطاعة ، والآخر هو جسر جهنم في الآخرة ، وقول أبى جعفر عليه السلام : نحن صراطه



[1] - الفيض : علم اليقين ، ج 2 : ص 966 - 967 .
[2] - نقلناه من هامش تصحيح الاعتقاد للمفيد رحمه الله ( ص 89 ) مع التلخيص .

468

نام کتاب : الإمام علي بن أبي طالب ( ع ) نویسنده : أحمد الرحماني الهمداني    جلد : 1  صفحه : 468
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست