نام کتاب : الإمام علي بن أبي طالب ( ع ) نویسنده : أحمد الرحماني الهمداني جلد : 1 صفحه : 366
نفس النبي صلى الله عليه وآله وسلم وليس أحد أقرب منه إلى النبي درجة ومنزلة ، توضيح ذلك : أن قوله صلى الله عليه وآله وسلم في جواب السائل : ( إن داري ودار علي واحدة غدا في مكان واحد ) يدل على أن منزلته عليه السلام منه صلى الله عليه وآله وسلم منزلة نفسه الشريفة ، وهما في درجة واحدة عند الله تعالى شأنه ) . 18 - عن العلامة الشيخ محمد حسين آل كاشف الغطاء رحمه الله : ( وقد ذكروا أن مريم عليها السلام لما جاءها المخاض بعيسى عليه السلام أوت إلى بيت المقدس لتضعه فيه ، فنوديت : أخرجي يا مريم ، فهذا بيت العبادة لا بيت الولادة ، وفاطمة بنت أسد لما أحست بالطلق - وهي بالكعبة - انسدت أبوابها ولم تقدر على الخروج حتى وضعت عليا - سلام الله عليه - ، لعل في هذه الحادثة الغريبة أسرارا ورموزا أجلها و أجلاها أن الله سبحانه كأنه يقول : أيها الكعبة ، إني سأطهرك من رجس الأوثان ، و الأنصاب ، والأزلام بهذا المولود فيك ، وهكذا كان ، فإن النبي صلى الله عليه وآله وسلم دخلها عام الفتح ، والأصنام معلقة على جدرانها ، ولكل قبيلة من قبائل العرب صنم ، فأصعد عليا عليه السلام على منكبه وصار حطمها ويرمي بها إلى الأرض والنبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول : جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا [1] . وقد نظم الشافعي هذه الفضيلة بأبيات تنسب إليه ، يقول في آخرها : وعلي واضع أقدامه * في محل وضع الله يده فإن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يحدث عن المعراج قائلا : ( أن الله عز شأنه وضع يده على كتفي حتى أحسست بردها على كبدي ) . وفي ولادته رمز آخر لعله أدق وأعمق ، وهو أن حقيقة التوجه إلى الكعبة هو التوجه إلى ذلك النور المتولد فيها ، ولو أن القصد مقصور على محض التوجه إلى تلك البنية والأحجار لكان - أيضا - نوعا من عبادة الأصنام ( معاذ الله ) ولكن التناسب يقتضي أن البدن وهو تراب يتوجه